مقالات

مرض “فشخرة” أو “بهرجة” الإنخراط في العمل التطوعي والاجتماعي

عدنان علوي الشعلة

هو مرض يصاب به بعض الأشخاص حديثي الانخراط في هذا المجال، فجأة وبعد بيتوتيتهم وانغلاقهم خلف أبوابهم أصبحوا وفجأة يرون في أنفسهم أنهم أصحاب اليد البيضاء في المجتمع، والمخولون بالحديث عنه، وأصحاب الكلمة الطولى فيه، هم تماماً كمن يرى النور لأول مرة فيشعر أن الشمس ملكه ولهم الأحقية في تقسيم ضوئها وتوزيع دفئها.

يعيشون الغرور المقنع بالإنجازات الوهمية، والكبرياء المحشو بفقاعاتٍ هشة لا قيمة لها، يعتقدون أنهم ذوو القرار الصائب والأهم والأرجح دون النظر لرجاحة آراء من حولهم.

المصابون بهذا المرض معظمهم يحمل في طياته ثقافة ضحلة، ومنطق صعب، فهم يتسلقون المنصات بثقةٍ زائفة، ومداخلاتهم في كل محفل فقط هي للظهور، يأمرون ولا يقترحون، يوجهون ولا ينفذون، فكل عملهم لا يسمن ولا يغني من جوع.

يحترمهم من حولهم لرعونة أسلوبهم، واستصغارهم لكل مخالف لهم، المنتقد لهم لا يسلم من حربٍ شرسة، هم ممن يحسبون كل صيحة عليهم العدو.

شتان شتان بينهم وبين من نبتت أظافرهم في بيئةٍ خصبة لعمل الخير ومثمرة بالعطاء الإجتماعي، أولئك الذين هدفهم تقديم الخير دون النظر لوجاهة أو سمعة أو لمنصب.

المرضى أولئك هم وبال ووباء على مجتمعهم، فالمجتمع بحاجة لمن يحمله ليرتقي به لا لمن يتسلق عليه ليسقطه، بحاجة لقلوب ناصعة هدفها نمو مجتمعها لا نمو وجاهتهم.

إنت كنت تحمل هذا المرض فقف قليلاً أمام المرآة واقرأ نفسك جيداً، حاسبها من أجل نفسك ومجتمعك.
وإن واجهتم مثل هؤلاء المرضى فلا تزيدوهم بمرض التبجيل والإعلاء فوق مرض الفشخرة الذي فتك بهم.

كن عاملاً متطوعاً مجاهداً من أجل مجتمعك، ولكن ضع في نصاب عينك أن زلاتك لن تصيبك أنت بل سترتكز سهامها في جسدِ مجتمعٍ يرغب بالنهوض فتقتله بيدك من حيث لا تشعر باسم العمل الاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى