السرقات الفكرية
حسين علي الغزوي
تُعرف زينة أوكونور السرقات الفكرية أو الأدبية أو العلمية في مقال صعود الأبلة في المجلة الدولية للتعلم في التعليم العالي : هي إدعاء شخص صراحة أو ضمنياً بكتابة ما كتبه آخر أو النقل مما كتبه آخرون كلياً أو جزئياً بدون عزو أو اعتراف مناسب؛ أي باختصار العزو المزور أو إعطاء الانطباع بأنك كتبت ما كتبه غيرك.
و للسرقات الفكرية عدة أشكال و لعدة أسباب فمنها ما يقوم به بعض الطلبة حينما يطلب منهم بحث علمي معين و بدافع الكسل أو عدم الإلمام بإعداد ذلك البحث فأن أسهل طريقة متاحة هي البحث في محرك القوقل و نسخ أول بحث يجده أمامه.
و هناك نوع آخر ممن هو مصاب بداء البروز و الشهرة و محاولة فرض نفسه على الساحة العلمية و الثقافية فأنه قد يلجأ إلى جمع عدة مصادر في موضوع معين و بعد ذلك يقوم بأحدى الحيل و هي أما أن يختار الطريقة الأسهل بالنسخ من كل مصدر و دمجها ببعضها لكي يتحصل على شرف و أبهة الكاتب و الباحث، أو أنه يتذاكى بتغيير الألفاظ و العبارات و التي تؤدي إلى نفس المعنى المراد من المصدر الرئيسي فيصبح الكاتب الفلتة و المحقق البارع، أو أنه يقوم بطريقة أخرى بذكر بعض مصادر إقتباساته من المصدر الرئيسي و دمجها بالمسروق دون ذكر المصدر.
و من الملاحظ عند البعض الإحتجاج بالإستفادة من البحث العلمي للعالم الفلاني أو التحقيق التاريخي للعالم الآخر دون ذكر مواطن الإقتباس و الذي يأخذ عدة أنواع منها ما هو مباشر و يشار له بين قوسين أو معكوفتين برقم و من ثم ذكره في الهوامش في أسفل الصفحة و في المصادر في نهاية الكتاب أو البحث العلمي، و هنالك نوع آخر من الإقتباس الغير مباشر و هو البدء بمقولة ( كما قال، أو كما ذكر) و من ثم يأتي بالإقتباس بصيغة مختلفة عن المشار له و يدون المصدر في الهوامش في أسفل الصفحة و المصادر في نهاية الكتاب.
و أما أخطر أنواع الإقتباس و هو ما يعتبره بعض أرباب الحرفة بالسرقة هو الإقتباس بمقدار كبير و فاضح.
و بالطبع فأن للسرقة الفكرية عدة أسباب منها الكسل العلمي و محاولة البروز في الساحة الثقافية و العلمية و الغيرة من المتفوقين في المجالات الفكرية و الثقافية و الفساد الأخلاقي لدى البعض.