هل الاضطرابات النفسية عند النساء أكثر من الرجال؟
بقلم: جواد المعراج
تختلف النساء عن الرجال من ناحية التكوين الجيني والطريقة في الشعور والتفكير وتحليل الأمور والمواقف، والنساء يتأثرن بالعوامل المحيطة بهن بطريقة مختلفة عن الرجال، لأن طبيعتهن البيولوجية والسيكولوجية مغايرة لطبيعة الرجل.
وقد ورد في الإحصائيات الحديثة أن الاضطرابات النفسية تشيع أكثر عند النساء، كذلك أثبتت الدراسات الحديثة أن المرأة في سن المراهقة أكثر عرضة للإصابة بمثل هذه الحالات النفسية المرضية. طبعا لا يعني هذا التعميم أنه دائما محل تحقق ولكنه الغالب، وإلا فقد تشيع الاضطرابات النفسية عند الرجال في بعض المجتمعات أكثر من النساء.
ونشير إلى بعض الأسباب التي تجعل النساء يقعن فريسة للاضطرابات النفسية، ومنها:
(1) “تعرض المرأة إلى صدمة نفسية قوية” وخصوصاً إذا كانت مفاجئة، على سبيل المثال موت شخص عزيز أو فشل ذريع في الحياة الدراسية أو الحياة الزوجية، فإن هذا الأمر قد يؤثر على نفسيتها سلبيا بل ويدمرها في حال عدم التحكم في حالتها النفسية والسيطرة على الظروف المحيطة بها.
(2) “الفراغ العاطفي” يجعل المرأة تشعر باليأس والملل واللامبالاة والاغتراب الاجتماعي، فبسبب هذه الحالة تصاب بالاضطراب النفسي.
(3) “العزلة السلبية (غير العقلانية)” حيث إنها تجعل المرأة تجلد ذاتها وتدمر نفسيتها، وبالتالي هذا الأمر يجعلها تبتعد عن أسرتها وأصدقائها، وعكس العزلة السلبية هي الإيجابية والتي تكون بعقلانية، وهي عبارة عن جلسة مصالحة مع الذات ويتم فيها طرد جميع العواطف السلبية كي لا تقع المرأة فريسة للاضطراب النفسي.
(4) “الظواهر السلبية الاجتماعية” لها تأثير على المرأة فبعضها يؤثر سلباً على نفسيتها، فمثلاً: ظاهرة العنف ضد المرأة، أو معاملتها بدونية وانتقاص.
(5) “القلق الزائد” يسبب إلى النساء الشعور بالخوف والضيق في النفس والتعب والارتباك، والعصبية الزائدة أحيانا، مما يؤدي بهن إلى الإصابة باضطراب القلق، والذي هو صنف من أصناف الاضطرابات النفسية.
بهذه الحالة تحتاج بعض النساء إلى الاهتمام والرعاية القوية من قبل الأسرة، واستشارة أهل الاختصاص في حال تضخم الحالة لديهن.
ونختمها في النهاية بذكر بعض الأمور التي تجلب الصحة النفسية إلى النساء، وتساعدهن على التخفيف من أعراض الهزات النفسية القوية الناتجة من الاضطراب النفسي، ومنها: الالتزام بالبرامج التعليمية والتثقيف النفسي، والتقيد بالإرشادات والنصائح المهمة التي يوصي بها أهل الاختصاص، وممارسة أنشطة رياضية معينة على سبيل المثال: المشي، أو التسجيل بالصالة الرياضية (الجيم) وذلك من أجل صحة نفسية أفضل، ولياقة بدنية أحسن.