مقالات

لا تجلد ذاتك والمجتمع

بقلم: جواد المعراج

ينحاز بعض الشخصيات الكاتبة والمثقفة إلى الشخصية الشريرة، فيكون لديهم الحب القوي والمبالغ لذاتهم، وأيضًا حب السلطة والأنا والتزييف؛ فبعض الشخصيات الكاتبة والمثقفة تكن لديهم حب الشهرة أو الظهور بصورة حسنة أمام الآخرين ليثبتوا لأنفسهم أنهم هم الأفضل بين الجميع، ولتسليط الأضواء عليهم حتى يصلوا لتحقيق مصالحهم الشخصية.

في حين أن الإنسان المثقف والكاتب يجب أن يكون لديه صفاء النية وعدم حب التحايل على الآخرين، والسيطرة على عقولهم.

يقول الفيلسوف “أنطونيو غرامشي”: “المثقف الذي لا يتحسس آلام شعبه لا يستحق لقب المثقف”.

وأيضًا يجب عليهم أن يحترموا مشاعر الناس، وأن لا يحاولوا ذلهم أو إهانتهم بعبارات لفظية غير مناسبة أو استخدام النقد الغير موضوعي (نقد الانتقام).

بعض الشخصيات الكاتبة والمثقفة عندما يرون فكرة أو رأيًا من الطرف الآخر لم يعجبهم يتأثروا سلبيًا؛ فتنشأ لديهم حالة الوحشية والغضب من داخلهم فيؤدي بهم ذلك إلى كتابة مقالة أو عبارة يتقصد فيها الأشخاص الذين انتقدوه واستفزوه وتجادلوا معه؛ يفعل هذا الأمر حتى يفرغ الغضب الذي يعذب مشاعره النفسية. في حين أن هذا النوع من ردات الفعل السلبية التي تصدر من الشخصية المثقفة والكاتبة يعتبر من الأساليب الخاطئة للتعامل مع النقد بجميع أنواعه.

يقول الروائي نجيب المحفوظ: “العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها”.

لذلك فعلى الإنسان المثقف والكاتب أن يكون راقيًا ويتقبل أي فكرة ورأي من حوله حتى لا يدمر شخصيته ويتعكر مزاجه، ويخفض من مستواه لناس ليسوا في مستواه.

كذلك بعض المثقفين والشخصيات الكاتبة لديهم حالات نفسية يعانون منها بسبب أنهم يجلدون ذاتهم بحجة أنهم يقولون في داخلهم: “إنني أريد الوصول إلى الحقيقة وأنا الحق وأنا الحل لكل شيء وأنا لديَّ الكماليات الإنسانية”، فيؤدي بهم ذلك إلى الجنون.

فبعض المثقفين والشخصيات الكاتبة من دول العرب والغرب كذلك، ومنهم كبار الشخصيات والمشهورون والمعروفون في العصور القديمة، وفي مجتمعاتنا الحاضرة كانوا يتسمون بصفات الشر؛ فأدى بهم نهاية الحال إلى الابتلاء بالعذاب الروحي (المرض النفسي)، والتفكير بالانتحار بسبب هذا الأسلوب السلبي الذي اتبعوه.

وفي النهاية، أختتمها معكم بعبارة راقية ونابعة من قلبي؛ بهذا المقال الذي كتبته لا أقصد التهجم على كتابنا ومثقفينا الأحباب؛ إنما هذا الموضوع مجرد وجهة نظر ورأي لا غير؛ فكل شخص منا لديه أفكار معينة، وكل فرد منا حر بتعبير عن آرائه ولكن بأدب.

وعلى الفرد أيضًا أن يتقبل طروحات الكتاب والمثقفين من حوله حتى يكون سعيدًا وراضيًا.

زر الذهاب إلى الأعلى