دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي صنع فأحكم وحكم فعدل وقضى فأحسن والصلاة والسلام على الحاكم بأمر الله والداعي لدين الله والداب عن شرع الله النبي الامجد والرسول المسدد ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
(المؤمن حرمة وصيانة)
‏قال الرسول الاكرم محمد(ص)(المؤمن حرام كله: عرضه وماله ودمه)
بالمقدار الذي يكون لبعض الاشياء والامور والمواضع من القداسة والعظمة وبالتالي يكون لها من الحرمة والاحترام وعدم التعرض لها بسوء وتدنيسها او مساس ساحتها بما لا يليق بها كالكتب المقدسة والاماكن المحرمة والاشخاص المطهرة
كحال القرآن الكريم والبيت الحرام والنبي العظيم واهل بيته الطاهرين لما هم عليه من القداسة والعظمة والطهارة والصيانة
يقتضي الوضع الوقوف امامها بكل اجلال واعظام وتقديس واكرام
وهذا انما يتحقق ويجري من نفوس قد ادركت واستوعبت ووعت عظمة وقداسة تلك الامور المقدسة وعلوها واكتست بذلك قداسة وعظمة
فالإنسان المؤمن حين يمعن ويتجر في اعماق هذه الامور المقدسة والمعظمة ينتهي به الحال ان يكون انسانًا مقدسًا وله ماله من العظمة والقداسة
فهو بعلمه ومعرفته ووقوفه على حرمة الدماء والاعراض والاموال والسعي في حفظها وصيانتها ينال ويحصد الجزاء العظيم والمكان الرفيع لأنه قد استجاب لأمر الله تعالى وعمل بما يريده الله عز وجل
من حفظ وصيانة الاعراض والاموال والدماء والسير نحو تحقيق امن ورخاء واستقرار وسعادة الانسانية
والانسان المؤمن هو من يقوم بتحقيق الامن والسلام في الحياة لبني الانسان وغيرهم وهذا مايقوله الرسول الاكرم محمد(ص) (الا انبئكم لم سمي المؤمن مؤمنًا، لإيمانه الناس على انفسهم واموالهم)
فمن هنا نقول لمن يريد ان يعرف انه مؤمنًا وانه من صفاف اهل الايمان والانسانية ان يسعى وبكل صدق واخلاص وحب ووفاء لبني جلدته من الناس من الرعاية والعناية والحفظ والصيانة وكف الاذى والمكروه بل والدفاع عنهم وعونهم وقضاء حوائجهم
واهم هؤلاء الناس هم اهل الايمان والتوحيد والصدق والصلاح اذ ان الانسان المؤمن على الخصوص هو عند الله تعالى احب واكرم واعظم حرمة من غيره من المخلوقات وفي هذا الشأن يقول الله تعالى في حديث قدسي مبارك
(وعزتي وجلالي ماخلقت من خلقي خلقًا احب إليّ من عبدي المؤمن)
وهو كذلك اكرم عند الله جل شأنه من غيره اذ يقول الرسول الاكرم محمد (ص)(ان المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل اهله وولده وأنه لأكرم على الله عز وجل من ملك مقرب)
وكذلك يقول الرسول محمد(ص)(المؤمن اكرم على الله من ملائكته المقربين)
وهو اعظم حرمة من حرمة الكعبة المشرفة فكم هو مقدار عظمة وحرمة الكعبة المقدسة الا انها تكون بالدون والاقل من حرمة الانسان المؤمن حيث يقول الامام جعفر بن محمد الصادق (ع)(المؤمن اعظم حرمة من الكعبة)
وفي الحديث الآخر القائل :
(لئن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا اهون من اراقة قطرة دم مؤمن)
ومن هنا يمكن القول وبكل حزم وجزم
ماعساه ان ينتفع ويستفيد من يعمر الكعبة او يكسوها او يشيد المساجد والمراكز ويقوم بالاعمال الواسعة والكثيرة ولكنه يستهين بالمؤمنين وبدمائهم واعراضهم واموالهم ومشاعرهم وشعائرهم ومقدساتهم
الا انه بهذا السلوك المتنافر والمتضارب اذ انه من جهة يعمل الخير وفي المقابل يصنع الشر والعدوان
إنه عمل غير صالح بل هو سلوك وعمل من اترعت نفوسهم بالسوء والشر
لأن الانسان المؤمن هو ذو صفحة واحدة وذو وجه واحد
الا وهو الخير والاحسان وحسب دونما ان يكون في عمله خلط او تدليس ، من عمل صالح وآخر سيء
فالانسان الذي خلص في عمله ونيته وصدق في قوله وفعله وحفظ الآخرين وحقق لهم الأمن والسلام
يستحق بذلك حفظه وسلامته وحرمته واحترامه

نسأل الله العزيز الحكيم ان يجعلنا من أهل الإيمان والأمان ومن الذين يسعون لإيمان الناس على انفسهم واموالهم
إنه ربنا ولي التوفيق ‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٠|١٠|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى