دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي جاد بعطائه قبل السؤال وتكرم بجوده وهو اللطيف الخبير ‏والصلاة والسلام على رحمة الله في العالمين المصطفى المختار محمد وآله الاخيار الأبرار الطيبين الطاهرين
(بالراعي تصلح الرعية)
‏قال الإمام أبو جعفر محمد الجواد(ع)(وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية)
‏الصلاح خير من الفساد والنور خير من الظلام والإحسان خير من الإساءة والخير خير من الشر
والاولى بهذه المهمة هم من يتولون رعاية الناس وادارتهم فبصلاحهم صلاح الرعية وباستقامتهم استقامة الآخرين
وهكذا قد ورد (ان الناس على دين ملوكهم)
وكذلك ورد في الحديث المبارك(ان مايصلحه السلطان اعظم مما يصلحه القرآن)
لان صلاح السلطان والتزامه يشكل صورة وصفحة ناصعة امام الرعية مما يحدو بها ان تقتفي اثره وتسير وتلتزم بما هو ملتزم به
هذا من جهة ومن جهة أخرى السلطان لديه القوة والقدرة على تنفيذ الاحكام والاوامر وردع ومنع ماهو مخالف
نعم القرآن له ماله من الاثر والوقع ولكن لا يمتلك تلك القوة والسلطة التي من خلالها يتمكن من تنفيذ مايدعو اليه او ردع كل مخالف
وهذا انما هو حاصل ومتوفر لدى السلطان
فإذا ماكان السلطان والراعي على مستوى من الصلاح والإستقامة والإيمان والإمانة استطاع ان يأخذ بيد الرعية نحو الصلاح والاستقامة والالتزام والامانة
والعكس تمامًا حين يكون السلطان فاسدًا ومنحرفًا ومبتعدًا عن جادة الصلاح والاستقامة
فإنه سيكون اثره وانعكاسه على من يسوسهم ويديرهم من التحلل والانحطام وفقدان العفة والنزاهة
‏كما هو حال أي بيت يكون افراده على ماهو عليه كبيرهم ومديرهم
فإذا ماكان يتمتع بالسلامة والاستقامة والصلاح والكرامة فإن ذلك يصنع مناخًا سليمًا ووضعًا طيبًا وسلوكًا حسنًا واما اذا كان خلاف ذلك فإنه سوف يصنع واقعًا سيئًا وسلوكًا رديئًا وتصرفًا خاطئًا
وهكذا هم الناس على دبن كبارهم وسلوك امرائهم
فإذا كانوا على صلاح واستقامة كان اتباعهم كذلك الا ما شذ وندر
وبهذا قد ورد في الحديث الشريف (الناس على دين ملوكهم)
فإذا ماكان دين هذا الملك او غيره دين حق وكان له من الالتزام به والعمل باحكامه
فعندها يكون للاتباع والرعية تأسي والتزام
وهكذا هم الحكام والرعاة والامراء الصالحون والطيبون يحملون انفسهم على الهداية والصلاح والاستقامة والالتزام
وبها يكون الاثر والانعكاس على اتباعهم ومن هم تحت مظلتهم ورعايتهم
واما الذين قد خدعهم الشيطان وغرتهم الدنيا واستحوذ عليهم الطمع وضرب على قلوبهم الجشع وضلوا الطريق وضيعوا البوصلة وساروا في طريق معتم ونفق مظلم فسقطوا بذلك في مستنقع الفساد والانحراف
وقادوا رعيتهم الى ما لا تحمد عقباه ولا تسر رؤياه
وهذا خلاف مايراد وينبغي وبالخصوص من قبل الله تعالى لأن السلطان المفترض ان يكون ممثلا لله تعالى في الارض وهو ظله
كما قال رسول الله (ص)(السلطان ظل الله في ارضه)
واي سلطان يكون هذا؟
طبعًا ليس كل سلطان تولى وتسلط وانما السلطان الذي يكون ظل الله في ارضه هو السلطان الذي اخذ على نفسه الالتزام بدين الله والعمل بأحكامه وسار في الرعية بما يرضي رب البرية
اي يكون رحيمًا عطوفًا عليهم كما هو الله تعالى على عباده رؤوفًا رحيمًا وبهذا يكون ظل الله تعالى في ارضه اي ظل رحمة وعطف

‏نسأل الله المولى الكريم ان يمن على هذه الانسانية برعاة ومدراء قد استشعروا الرحمة واترعوا الرأفه وحملوا المحبة
إنه لطيف خبير رحيم ودود ‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

‏كلمة الجمعة ٣٠|١١|١٤٤٠ هـ
‏الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى