مقالات

نحو بيئة تعليم محفزة

صالح مهدي سياب‎

تستيقظ الأم باكراً وتعمل على تجهيز أولادها للمدرسة.. ملابس، شنطة، أقلام ومصروف للإفطار وينتهي دورها هنا.. يحدث هذا مع كل عائلة بطريقة نمطية مكررة تحت ما يُعرف بالمجتمع.

‎هل انتهى الدور فعلاً، والباقي على المدرسة.. يمكن أن نقول نعم لو كانت الحال على ما يُرام، يعني أن يجلس الطالب، كما نظن، على كرسي وطاولة نظيفة في بيئة نظيفة، يستطيع قضاء حاجته في دورات المياه النظيفة.. الخ

‎لم يعد واقع الحال كما نظنه فحسب، بل واقع اليوم يخبرنا أن الدور الذي نظن أنه انتهى بمجرد خروج أولادنا من باب المنزل أصبح من الماضي، وبات لزاماً علينا كمجتمع أن نشارك في تهيئة بيئة المدرسة.. لا أقصد المشاركة في الوسائل التعليمية والمساهمات الفصلية، رغم أهميتها، بل الأمر في الشراكة الحقيقية في تلبية حاجة الطالب لبيئة نظيفة.

‎سيقول البعض إن المسؤولية تقع على الوزارة في صيانة المدرسة، وهذا ما ينبغي حقاً، ولكن الظروف الآنية في خفض الانفاق جعلت من المدرسة مكاناً لا يليق بنا أن نترك أولادنا دونما أن نتدخل أو بمعني اليوم أن نتشارك في تهيئتها.

‎ولولا نداء المخلصين في المدرسة وتلبية رجال الخير من أهل البلد لظل الحال كما هو. إذ قام رجل الخير سعيد سياب بالتبرع مع مؤسسة الأعمال الخيرية في دهان جدران الممرات والأبواب، والصور أدناه لتوضيح حال الجدران قبل الطلاء وبعده.

‎هذه دعوة للمساهمة في الشراكة ولو بالقليل في تهيئة بيئة المدرسة ليصبح أبناؤنا في مكان صحي ونظيف.. فقد سمعت أن الكثير من الطلاب يرفضون دخول دورات المياه إلا في البيت وهذا مدعاة للأمراض والتشتت دون الدرس، وكذلك براد الماء بلا أكواب، وبقع الماء هنا وهناك والأولاد يشربون الماء بأفواههم مباشرةً.. الحال هذه لا نستغرب لو وجدنا أولادنا يتصرفون بها في المنزل، لم لا فالأمر أمر طبيعي في المدرسة فليكن إذن في المنزل.

ولا ننسى دور طاقم المدرسة في متابعة سير العمل، فقد بدلوا جهدهم بإخلاص خارج أوقات الدوام ساعات إضافية للإشراف والمتابعة لنشاهد ما نشاهده الآن من تغييرات في وجه المدرسة الذي أصبح مكاناً محفزاً للتعلم والتعليم.

زر الذهاب إلى الأعلى