دينية

‏كلمة الجمعة ‏لسماحة الشيخ حسين آل خميس

بسم ‏الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي رفع السموات وفطر الارضين ‏وقسم الجنة للمطيعين والنار للعاصين
‏والصلاة والسلام على أبي القاسم محمد ‏النبي المسدد والرسول المؤيد وعلى اله الاخيار الطيبين الطاهرين
(‏الزهراء فاطمة باب القرب والالتحاق)
‏قال الرسول الاعظم محمد(ص)( يافاطمة:‏من صلى عليك غفر الله تعالى له والحقه بي حيث كنت من الجنة)
‏القرب والإلتحاق ‏بالكبار والعظام ‏إنما يتأتى ‏ويتحقق عبر القبول لما هم عليه والسلوك والامتثال والتجسيد والالتزام بعظيم امرهم والسير على طريقهم
‏نعم هكذا يكون القرب من الكبار ‏والعظام حين يبدي الإنسان ‏قبوله ورضاه ‏بما هم عليه وبه ثم الإندفاع والانطلاق نحو التأسي ‏والالتزام بالذي هم به ملتزمون ‏والعمل بالذي هم عاملون
‏فالقرب من الله تعالى ‏وهو أعظم العظماء إنما يكون بالحب له والإيمان به والعمل بما أمر والترك لما نهى ‏ومنع والسير على الهدى والتمسك بالنهج ‏الذي خطه وشرعه ‏
وهكذا يكون الإنسان قريبا من الله تعالى من حيث امره وتاركًا من حيث نهاه وهذا تجسيدًا لمعنى التقوى وروحها المعبر عنها
‏ان التقوى أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك
‏وبالتالي يجازيك ويكافئك ويمنحك ‏عظيم العطاء و الثواب ويقربك إليه ويلحقك ‏بجواره ‏ويدخلك جنانه ‏ويجعلك من جيران ورفقاء ‏نبيه وآله الطاهرين
والرفقة الصادقة والمخلصة لرسول الله (ص) في هذه الحياة ‏وذلك من خلال الاعظام والاجلال والاكرام لمقامه الرفيع والامتناع عما يسؤوه ويؤذيه والاتباع لأوامره ونواهيه والالتزام بسلوكه ومايرضيه من صلاح واصلاح ‏وعلم وعبادة ‏وعمل وعطاء وحب ووفاء ‏ودفاع وجهاد وسعي واقدام
‏نعم هذا كل ماعليه رسول الله (ص) فمن اراد وابتغى القرب والالتحاق برسول الله (ص) فما عليه الا ان يتمثل هذا السلوك ويعمل بهذه الاعمال والافعال كما فعلها وجسدها اهل بيته الاطهار (ع) والصادقين والمخلصين من اصحابه الذين وفوا وجادوا في حياة نبيهم وبعد مماته وقد خط وشق لهم الرسول (ص) الطرق والسبل والتي عبرها يكون القرب منه (ص) في الدنيا والالتحاق به في الآخرة حيث يكون من الجنة
ومن اهم الطرق المؤدية الى ذلك بعد الايمان بالله والعمل بكتابه والالتزام بنهجه والاتباع لنبيه (ص)
التمسك والولاء والطاعة لأهل بيت النبي (ص) وابداء الاكرام والاعظام والاحترام لهم كما كان للرسول محمد (ص) اذ بهذا يتحقق القرب من رسول الله (ص) ومن ثم الالتحاق به في دار الخلود وهكذا قالها رسول الله (ص) وهو يخاطب ابنته فاطمة الزهراء(ع)(يافاطمة:‏من صلى عليك غفر الله تعالى له والحقه بي حيث كنت من الجنة)
ومن هنا يمكن القول مالصلاة التي يقصدها رسول الله(ص) ويعنيها على ابنته فاطمة
هل مجرد لفظ وكلام يطلقه الانسان من فمه ولسانه وعليه ينال ويحصل على المغفرة والالتحاق برسول الله من حيث يكون في الجنة
اما ان القصد من الصلاة معنى آخر واراده تالية؟
نعم الصلاة بلفظها وحرفها لها مالها من الاجر والثواب ولكن ماهو ابعد اثرًا واعظم اجرًا واكثر ثوابًا ان تكون الصلاة بالالتزام بالصلاة والعمل بروحها والتجسيد لمضمونها والحفاظ لحدودها وهكذا هي الصلاة على فاطمة باللفظ والحرف وكذلك بالمعنى والقصد
‏أي بالسير ‏على ما سارت عليه فاطمة(ع) ‏والتزمت ‏به ‏والدفاع عما ‏دافعت عنه فاطمة (ع)‏من ولاية الله ‏ورسوله وولاية ‏أمير المؤمنين علي(ع)
وتحملت ما تحملت في ‏سبيل ذلك من الاذى والاضطهاد والظلم والجور حتى لقت ربها وابيها
‏فمن أراد اللقاء و القرب ‏والإلتحاق برسول الله (ص)
‏ففاطمة ‏هي السبيل الأقرب والطريق الاسرع وذلك عبر الصلاة عليها والاعظام لشأنها والاجلال لمقامها والاكرام لساحتها والكف عن اذاها وظلمها والاتباع والتمسك بولاية امير المؤمنين علي (ع) التي هي ولاية الله تعالى ورسوله (ص) وهذا مافيه رضاها الذي هو رضا الله ورسوله كما يقول الرسول محمد (ص)(ان الله يرضا لرضا فاطمة ويغضب لغضبها)
وكذلك يقول (ص)(ياعلي:اعلم اني راض عمن رضيت عنها ابنتي فاطمة وكذلك ربي وملائكته)

‏نسأل الله الجواد الكريم أن يجعلنا من أحباب ‏فاطمة الزهراء والمصلين عليها وعلى أبيها وبعلها ‏وبنيها ‏والسائرين ‏على الهدى واللازمين للحق ‏والمتمسكين ‏بالولاية والمتقربين ‏من الله ورسوله واهل بيته ‏والملتحقين ‏برسول الله وجواره ‏حيث كان من الجنة
‏انه ربنا ولي العطاء ‏والنعمة ‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

‏كلمة الجمعة ٢٣|٦|١٤٤٠ هـ
‏الشيخ حسين مهدي آل خميس

زر الذهاب إلى الأعلى