الرسول الأكرم … حقوق الأطفال
رضي منصور العسيف
اهتم الإسلام بالإنسان اهتماماً بالغاً وأعطاه قيمة عليا ورفع من مكانته وفجر طاقاته كل ذلك ليعيش حياة مليئة بالعزة والكرامة ليعيش حياة طيبة.
كانت المرأة تعيش حياة الذل والتهميش والقتل فجاء الإسلام لتكون المرأة عنصراً فعالاً في المجتمع.
كان البعض يعيش حياة العبودية والاستضعاف وجاء الإسلام وحرر الإنسان وفك قيوده وكما يقول تعالى:” وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ” الأعراف /157 وجعله ينطلق في رحاب الحياة الحرة.
بل حتى الأطفال كان لهم مكانة عليا في المنهج النبوي، فقد أكد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدة حقوق من شأنها أن تعطي للطفل لتصقل شخصيته وتهيئه لخوض غمار الحياة، وفي هذا المقال نكر لكم بعض الصور من سيرة وكلمات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):
اختيار أحسن الأسماء
للاسم دور مهم في شخصية الإنسان ولذا لابد من اختيار الاسم الذي يرمز إلى الصفات والخصال الحميدة والذي يبعث في الآخرين الراحة والفرح والطمأنينة ولذا كان رسول الله (ص) يغير الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان. فقد وفد على النبي (صلى الله عليه وآله) (رجل) فقال:
ما اسمك؟ فقال: بغيض. قال: أنت حبيب فسماه حبيبا (1).
وهكذا أوجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الوالدين اختيار أفضل الأسماء للأبناء والتي توقظ في الطفل معاني الأخلاق والمشاعر النبيلة، ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سموا أولادكم أسماء الأنبياء. وروي رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أول ما ينحل أحدكم ولده الاسم الحسن فليحسن أحدكم اسم ولده (2).
العدل بين الأولاد
العدل من مكارم الأخلاق التي ورد ذكرها في لقرآن الكريم حيث يقول ربنا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]. ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): العدل جنة واقية وجنة باقية (3).
وللعدل عدة صور العدل في الحياة الاجتماعية بين الزوج وزوجته وبين الأولاد والعدل في الحياة المهنية : العدل بين الموظفين وغيرها من الصور.
وتأتي العدالة بين الأولاد من أهم الصور حيث أن التربية على العدل من شأنها أن تنعكس على بقية الجوانب الأخرى ولذا نجد التأكيد على هذا الجانب حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم. وعنه (صلى الله عليه وآله): اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف. وعنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل (4). ففي أبسط القضايا لابد أن يكون رب الأسرة عادلا.
حق التعليم
إن تعليم الطفل هو حق من حقوقه كإنسان ويجب على الوالدين بذل الجهد في تعليم أولادهم كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية وأن لا يرزقه إلا طيبا (5).
وفي جانب آخر يركز الرسول الأكرم على ضرورة تعليم الطفل للقرآن الكريم فيقول (صلى الله عليه وآله): من علم ولدا له القرآن قلده الله قلادة يعجب منها الأولون والآخرون يوم القيامة (6).
وفي عصرنا الحاضر تتأكد هذه الدعوة من حيث تهيئة البيئة والأدوات المناسبة للتعليم بما يتناسب ومتطلبات العصر كما لا ينبغي التركيز على التعليم التقليدي وإنما يتعدى ذلك للتعليم الإبداعي وتعلم مهارات الحياة ليتخرج جيل من المبدعين المتميزين.
اللاعنف مع الصغار
يشمل العنف ضد الأطفال جميع أشكال العنف ضد الأشخاص دون الثامنة عشرة من العمر وأحد هذه الأشكال ما يطلق عليه بالعنف الوجداني أو النفسي كتقييد تحرّكات الطفل والتوبيخ والسخرية والتهديدات والترهيب والتمييز وغير ذلك من الأشكال غير الجسدية للمعاملة العدائية.
وعند قراءة الروايات الشريفة نجد أنّ الإسلام يحرص بشدّة على رحم الصغار والعطف عليهم، ففي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انّه قال: «ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا»[7].
وورد عنه (صلى الله عليه وآله) – لما قبل الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحدا منهم -: ما علي إن نزع الله الرحمة منك! (8).
الهوامش:
1 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٣٦٤
2 ) المصدر السابق ج ٢ – الصفحة ١٣٦٤
3 ) المصدر السابق ج ٣ – الصفحة ١٨٣٨
4 ) المصدر السابق ج ٤ – الصفحة ٣٦٧٣
5 ) المصدر السابق ج ٤ – الصفحة ٣٦٧٩
6 ) المصدر السابق ج ٣ – الصفحة ٢٥٢٢
7 ) الكافي: ج2 ص165 باب إجلال الكبير ح2.
8 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٤ – الصفحة ٣٦٧٠