الكوابيس … المشكلة والحل
رضي منصور العسيف
قال تعالى: “وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ” سورة يوسف /43
استيقظ من نومه فزعاً صارخاً: لا تأكلني …
قفز من سريره وجاء إلى غرفة والديه وطرق الباب بشدة وهو يصرخ: ماما … الوحش يريد أن يأكلني …
خرجت له والدته: ما بك يا عزيزي … من الذي يريد أن يأكلك …
أجابها باكياً: الوحش يا أمي … الوحش يا أمي …
هدأته … وقالت: لن ندعه يأكلك … لا تخف يا حبيبي …
في اليوم التالي أخذت جوال ابنها… تفقدت المواقع التي يتصفحها فوجدتها: رعب وعنف ودمار…
تنتشر الأحلام المفزعة والكوابيس أكثر بين الأطفال ويقل حدوثها كلما كبر الطفل واقترب من مرحلة البلوغ.
ويحلم حوالي 50% من الكبار بالكوابيس أحيانًا، وتكون السيدات أكثر من الرجال في الحلم بالكوابيس ولكنه أمر لا يتطلب أي علاج.
أسباب الكوابيس:
يزيد الشعور بالقلق والضغط العصبي من فرصة حدوث الكوابيس، سواء كان القلق بسبب ضغوط الحياة الطبيعية مثل الاختبارات الدراسية، ضغوطات العمل، فقدان شخص عزيز، أو الأمراض المزمنة والمستعصية.
وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم لتقبل الايحاء، وهؤلاء قد يتأثرون بقراءة الكتب المخيفة أو مشاهدة الافلام المرعبة والألعاب الالكترونية وينعكس ذلك في زيادة حدوث الكوابيس لديهم بعد التعرض لهذه المؤثرات.
وهناك أسباب أخرى: كتأثير بعض الأدوية، وتناول بعض الأطعمة، أو بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب، أو بعض اضطرابات النوم كتوقف التنفس الانسدادي أثناء النوم، وغيرها.
وصفة إسلامية ضد الكوابيس
في تراثنا الإسلامي نجد وصفة إسلامية جميلة يمكن العمل بها لننعم بنوم هادئ، نذكر منها هذه المقتطفات:
مستحبات قبل النوم: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا علي إذا اخذت مضجعك فعليك بالاستغفار والصلاة على وقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وأكثر من قراءة قل هو الله أحد فإنها نور القرآن وعليك بقراءة آية الكرسي فان كل حرف منها ألف بركة وألف رحمة (1).
الوضوء والصلاة: روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده (2).
قراءة سورة التوحيد: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة حين يأخذ مضجعه غفر الله له عز وجل ذنوب خمسين سنة (3).
تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام): عن الإمام الصادق (عليه السلام): من بات على تسبيحها كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات (4).
طعامك يؤثر في منامك
إذا كنت ممن يعاني من اضطراب النوم أو الأرق، فيمكنك اتباع هذه النصائح الغذائية لعلها تساعدك في حل هذه المشكلة:
• لا تتناول أي كافيين caffeine قبل النوم بحوالي 4-6 ساعات، لأن حوالى 50% من الكافيين الذى استهلكته في السابعة مساءا يظل بجسمك حتى الحادية عشرة
• تجنب الوجبات الثقيلة والتوابل قبل النوم، لأن هذه الوجبات يمكن أن تسبب حرقة في المعدة وبالتالي الأرق.
• إذا كان الجوع يؤرقك فحاول، قبل أن تذهب إلى فراشك، أن تتناول بعض الأغذية الخفيفة مثل الزبادي أو الحبوب مع اللبن.
• لا تتناول كثيراً من السوائل قبل النوم على الأقل بساعة ونصف حتى لا تقلق في منتصف الليل بسبب حاجتك للتبول.
• قلل من تناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات والسكريات قبل النوم لأنها تزيد من نشاط الجسم ومن عمليات الأيض مما قد يسبب الأرق.
• تناول كوباً من الحليب الدافئ حيث أن الحليب الدافئ سيجعلك تدخل في النوم من أسرع طريق نظراً لاحتوائه على حمض التريبتوفان الأميني ولأن السوائل الدافئة توفر جواً مهدئاً للأعصاب.
• تناول العنب فهو الفاكهة الوحيدة التي تحتوي على هرمون الميلاتونين المنظم لدورة النوم والاستيقاظ.
• امتنع عن التدخين قبل النوم حتى تتلافى التأثير المنبه للنيكوتين.
الهوامش:
1 ) جامع أحاديث الشيعة – السيد البروجردي – ج ١٧ – الصفحة ٨٠
2 ) وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ١ – الصفحة ٣٧٨
3 ) التوحيد – الشيخ الصدوق – الصفحة ٩٥
4 ) بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٨٢ – الصفحة ٣٣٥