كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي تعالى جده وعظم مقامه وجل سلطانه والصلاة والسلام على سلطان النبيين وخير المرسلين وسيد الخلق اجمعين طه الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين
(نفس علي وطاعته نفس محمد وطاعته)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(علي مني كنفسي وطاعته طاعتي ومعصيته معصيتي)
من عرف علي فقد عرف رسول الله محمد ومن عرف محمد فقد عرف الله تعالى كحال من اطاع الله ورسوله وولي الامر كما يقول المولى تعالى في كتابه الكريم (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ) النساء | ٥٩
فولي الأمر بعد رسول الله (ص) هو من اقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع لقوله جل وعلا (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) المائدة |٥٥
وعلى هذا فإن نفس الولي هي نفس النبي وطاعته طاعته ومعصيته معصيته واتباعه اتباعه وهذا ماصرح وقطع به رسول الله (ص) بقوله (ياعلي ان الله تعالى اختارني للنبوة واختارك للامامة فمن انكر امامتك فقد انكر نبوتي وما آمن بي من جحد امامتك)
فالإيمان بالله والرسول انما يتأتى وبكل قطع وحق عبر الايمان بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) ومن يروم غير ذلك ويبتغي انما يعوم في بحر الخيال والوهم ومن اراد الحقيقة وبكل ماهي عليه من النصاعة والظهور فهو كما اشار اليه رسول الله (ص) واثبته بقوله(علي مني كنفسي وطاعته طاعتي ومعصيته معصيتي)
لم يكن هذا الحديث من رسول الله (ص) ارادة التوضيح في المجال النسبي والقرب الرحمي اذ انه مفروغ منه ومعلوم مدى تلك العلاقة والصلة وليس خفي على احد وانما الارادة والقصد من هذا الكلام والحديث هو ابراز واظهار مقام امير المؤمنين وموضعه من حيث مقام وموضع رسول الله (ص) وفي المجال التشريعي وادارة الامر والنظارة الحقة للاسلام اذ ان تلك النفس التي يحملها رسول الله (ص) وبكل صفاء ونقاء وطهارة وزكاة وقدرة على ادارة دفة الحكم والامر تشريعًا وحكمًا والانتهاء بذلك الى مافيه الاطمئنان والفلاح هي النفس ذاتها يحوزها ويمتلكها امير الحق علي بن ابي طالب (ع) وعلى ذلك فإن طاعته طاعة رسول الله وامره امر رسول الله (ص) ونهيه نهي رسول الله وولايته ولاية الله ورسوله ومعصيته ومخالفته وبغضه معصية ومخالفة وبغض الله ورسوله
اذ ان حبه وولائه ايمان وبغضه وانكار ولايته كفر وعصيان كما يقول رسول الله (ص)(حب علي ايمان وبغضه كفر)
وكل مايبتغيه ويريده رسول الله من هذا التوجيه والارشاد حتى تكون الامة على الجادة التي شقها وخطها لها رسول الله وبإيعاز من الله تعالى لينتهي بها المطاف الى سعدها وفلاحها ودوام صلاحها واستقرار امرها
لأنه لم يكن من علي من تسيير الامور وامضائها الا كما هو رسول الله (ص) حاله في ذلك حال القذة بالقذة والنعل بالنعل والقدم بالقدم
فمن يضع قدمه اثر قدم علي ينتهي الى ما انتهى اليه علي وهو الانتهاء الى ساحة رسول الله والتي هي ساحة الله تعالى وهذا ما ادركه ووقف عليه اصحاب العقل والنهى والادراك والاستيعاب
فيرون في علي كما يقول رسول الله (ص)(فأما علي فأنا هو وهو أنا)
وكذلك يقول احد محبي علي وتلامذته الا وهو ابو الاسود الدؤلي:
وكنا قبل مقتله بخير
نرى المولى رسول الله فينا
يقيم الدين لا يرتاب فيه
ويقضي بالفرائض مستبينًا
–
فعلي يقيم الدين كما كان يقيمه رسول الله (ص) ومن دون ريب ولا تردد
وكذلك حكمه وقضائه حكم وقضاء رسول الله (ص) والذي هو حكم وقضاء الله تعالى
–
نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من المتمسكين بولاية امير المؤمنين والسالكين منهجه القويم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٢٤|٩|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس