كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي قدر وقضى ووعد وصدق وحكم وعدل وظهر وبطن وقرب وبعد والصلاة والسلام على الصادق الامين والرسول الكريم المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(المهدي المنتظر وعد الله الاكبر)
قال الله تعالى( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة|٣٣
من عظم جلال الله وعلو مقامه وقوة سلطانه انه اذا وعد اظهر وعده وصدق مقاله وجرى وفاؤه
ومنه يتعلم الوفاء والصدق وهو اصدق القائلين ولأهل الوفاء صادق الوفاء كما قال جل ذكره في كتابه العزيز (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) البقرة |٤٠
نعم من وفى فله الوفاء ومن نكث فإنما ينكث على نفسه وله جزاء نكثه وله بالوفاء الأجر عظيم والجزاء الجليل والثواب العريض كما يقول المولى الجليل (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) الفتح |١٠
واما الله تعالى فهو عند عهده ووعده لا يرجو جزاءً ولا ثناءً من احد وانما تفضلاً وتكرمًا منه وجودًا ومن اهم وابرز واعظم ما وعد الله تعالى ان يظهر الدين على الدين كله وان يملأ الدنيا والارض عدلاً وامنًا وقسطًا وسلامًا بعد ان تملأ ظلمًا وارهابًا وجورًا وخوفًا وقد قال في كتابه العزيز (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة | ٣٣
نعم انه حكم حتم وقضاء قطع لا خلف فيه ولا تغيير فالرسول هو محمد بن عبد الله والدين هو الاسلام الذي هو خاتم الاديان وقد وعد الله تعالى رسوله بأن سيكون الظهور لدينه على الدين كله وان تكون الحاكمية له على مشرق الارض ومغربها وعلى كافة انسها وجنها
ولا تبقى شعيرة من شعائره ولا حكم من احكامه الا وصار الى التنفيذ والتجسيد والامتثال والامضاء وهذا لم يتحقق بعد لا في زمن رسول الاسلام ولا غيره من الازمان ولا هذا الزمان
ولكن لا بد لذلك من زمان وبالحتم والقطع وذلك بعزم الله وحكمه وذلك على يد وليه وخليفته وعينه الناظرة صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (عج) وهو من اهل بيت رسول الله (ص) لقوله (ص) (لو لم يبقى من الدنيا الا يوم لبعث الله فيه رجلاً من اهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جورًا)
وقال رسول الله (ص)(لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا)
نعم انه الرجل الذي وعد الله تعالى رسوله وعلى يده يكون الظهور للدين واملاء الارض قسطًا وعدلاً بعد ان تملأ ظلمًا وجورًا ولا يكون هذا الرجل الا من سنخ الرسول ومعدنه من الطهارة والصلاح والايمان والقداسة فيعمد الى اصلاح النفوس وتطهيرها واقامة الحق في اطرافها وتثبيت العدل في انفاسها وبهذا تعمر الارض بالعدل والقسط وتحيى بالصلاح والايمان
ولهذا يمكن القول بأن صلاح الارض وطهارتها انما لطهارة وصلاح من يدب عليها ويدير شؤونها ويدبر امورها فاذا ماصلحت النفوس وطهرت وساد في اجوائها العدل والحق كان ذلك سبيل الى عمارة الارض وصلاحها وطهارة الحياة ونقائها وهذا ما تتلمسه البشرية وتتطلع اليه وسيكون وبإذن الله تعالى وفي اقرب وقت وعلى يد مولانا صاحب العصر والزمان الامام محمد بن الحسن المهدي (عج) والذي على يده ونهضته تهدى الامم الى خيرها ورشدها وتؤول الى سعدها وفلاحها وتنال منشودها وتصل الى مرادها ويعتبر رسول الله ذلك طيب النفوس وهناء القلوب وراحة الارواح اذ يقول الرسول (ص)(طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه، يتولى وليه ويتبرأ من عدوه، ويتولى الأئمة الهادية من قبله، أولئك رفقائي وذوو ودي ومودتي)
نعم الكل يتمنى ان يدرك صاحب الامر ومظهر الدين ووعد الله الاكبر المهدي المنتظر (عج) ويرجو ان يكون من انصاره واعوانه
ولكن هذا التمني والرجاء لا يكون ولا يتحقق الا بالمتمثل بسيرة وسلوك ونهج ومبدأ صاحب الامر
من الطهارة والصلاح والصدق والوفاء والسعي في اقامة العدل والحق ومنابذة الظلم والجور
والذي يمثل صميم ولب نهضة الامام ودولته والتي هي دولة الله ورسوله والائمة من قبله
–
نسأل الله المنان الحنان ان يمن على البشرية وعبر تعجيل الفرج لمولانا صاحب العصر والزمان (عج) والذي هو فرج لأحبابه واوليائه
انه ربنا على كل شيء قدير وبالإجابة جدير والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على البشير النذير محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١٩|٨|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس