السلالة الجديدة.. أسئلة كثيرة وإجابات قليلة
هل ستلغي فعالية اللقاح؟ العلماء يجيبون..
الأربعاء 23 ديسمبر 2020
فجّر ظهور سلالة جديدة من فايروس كوفيد-19 في بريطانيا وأنحاء العالم عدداً من الأسئلة المهمة: هل صحيح أنها تتفشى بسرعة كبيرة؟ هل تؤدي الإصابة بها إلى أعراض شديدة؟ هل ستؤدي هيمنة هذه السلالة إلى إلغاء نجاعة اللقاحات التي كدح العلماء كدحاً شديداً لتطويرها في زمن قياسي؟ قال مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية الدكتور مايكل ريان أمس الأول، إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة أشد قسوة في الأعراض التي تسببها لمن تصيبه. وذكر كبير مستشاري مكافحة الأوبئة الأمريكي الدكتور أنطوني فوتشي لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الليل قبل الماضي: «لا نريد أن يصدر عنا رد فعل أكبر مما يلزم». وفي مسعى لطمأنة العالم، ذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان (الإثنين) أن تحور الفايروسات أمر «طبيعي ومتوقع»، يتم في سياق تكاثر الفايروس وتفشيه وسط السكان. وأكد البيان أن معظم التحورات «تافهة». وأوضح خبراء أن معظم التحورات لا تسفر عن تغييرات في قدرة الفايروس على التسبب في المرض. لكنهم قالوا إن ما يوجب القلق هو إذا ما أحدث الفايروس تحوراً في البروتينات (الدهون) الموجودة على سطحه، للنجاة من نجاعة الأدوية وردود الأفعال القوية لجهاز المناعة. وتصبح السلالة المتحورة الجديدة مهيمنة إذا أعطى التحور للفايروس خاصية زيادة تسريع تفشيه وإصاباته، فيصبح مهيمناً على السلالات القديمة المتفشية. وقال كبير المستشارين العلميين للإدارة الأمريكية في شؤون اللقاحات الدكتور منصف السلاوي إن العلماء يعكفون على درس جميع الجوانب المتعلقة بالسلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا. ويرى العلماء أن القلق من السلالة الجديدة مبرر، لأنها تعرضت لنحو 20 تحوراً؛ 8 منها تتعلق بالدهون التي تغطي سطح الفايروس، ويستخدمها للالتصاق بالخلايا، وإصابتها. وهذه الدهون التي تبدو في هيئة مسامير هي التي تستهدفها اللقاحات، والأجسام المضادة، والأدوية المضادة للفايروس. وذكر علماء جامعة كامبريدج البريطانية أن النسخة الجديدة المكتشفة في بريطانيا ضاعفت قدرة الفايروس على التفشي، قياساً بسلالته السابقة. ولا يعرف العلماء على وجه الدقة إن كانت السلالة الجديدة قادرة على التسبب في أعراض شديدة، أو حتى مفضية إلى الوفاة. لكن ذلك سيتضح مع درس مزيد من المصابين بها خلال الأيام القادمة. غير أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لم يحدث تغيير يذكر في قدرات السلالة الجديدة على زيادة شدة الأعراض. وقالت مديرة الشؤون الفنية في المنظمة الدكتورة ماريا فان كيرخوف (الإثنين) إن الأيام القليلة القادمة ستشهد نشر نتائج دراسات بشأن التأثير الحقيقي للسلالة الجديدة في نجاعة الأدوية التي تعزز قدرة الجسم على إنتاج أجسام مضادة لمهاجمة الفايروس الغازي. بيد أن شركة إيلي ليللي الأمريكية للأدوية قالت إن الاختبارات التي أجرتها في مختبراتها على السلالة الجديدة تؤكد أن كوكتيل الأجسام المضادة الذي ابتكرته لمعالجة المصابين بكوفيد-19 لا يزال ناجعاً.