كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي بقدرته اقام السماء ورفعها وبسط الارض ودحاها ووتد الجبال وارسلها والصلاة والسلام على رحمة الله في الانام حبيب الله وخاصته المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(اساس الاسلام وقيامه بحب النبي وآله)
قال الرسول الاعظم محمد (ص)(ولكل شيء اساس واساس الاسلام حبنا اهل البيت)
حين تكون الاشياء ثابتة وقائمة وبكل ثبات واطمئنان لا بد وان تشيد على قواعد محكمة واسس متقنة وهكذا درج الناس واعتادوا على ان يشيدوا او يبنوا امورهم وبيوتهم ومساكنهم وعلاقاتهم على قواعد سليمة واسس صحيحة ليضمنوا لانفسهم صحة وسلامة مابنوا وشيدوا
هذا ماهو جاري وكائن في الحياة من امور مادية او اجتماعية فحري بهم ان يلتفتوا ويتوجهوا ويعتنوا بما هو اهم واعظم الا وهو الدين والعقيدة وينظروا الى اهم ماتقوم عليه العقيدة والدين من اسس وقواعد قبل النظر الى الدين والعقيدة من حيث تكوينه وعناصره حتى يتحقق معه الاطمئنان والاستقرار من سلامة وصحة هذا الدين والعقيدة وبالتالي القبول والرضا والفوز والفلاح
وهكذا هم اصحاب الفهم والادراك حين يقفون على دينهم وعقيدتهم اول ما ينظرون اليه ويقفون عليه هو الاساس والمتكأ الذي يؤسس عليه الدين ويقوم لينالوا بذلك سلامة وصحة مايقومون به من مفردات ومفصلات من الدين
لان الدين لا تصح ولا تقبل اي مفردة من مفرداته او اي حكم من احكامه الا بسلامة وصحة قاعدته واساسه لان البناء الذي اساسه وقاعدته غير سليمة وصحيحة مآله الى السقوط والانهيار
حال كل بناء مادي حين يفتقد القاعدة المحكمة يتهاوا ويزول
فالاسلام وهو اعظم بناء واعلى مقام حاله كحال اي بناء لا بد من قيامه وارتفاعه من قاعدة واساس ليحفظ بذلك بقاءه وشموخه وتلك القاعدة والاساس الذي عليه يشيد ويرفع ويعلى الاسلام هي كما وضحها وابانها وكشف عنها رسول الله (ص)بقوله (ولكل شيء اساس واساس الاسلام حبنا اهل البيت)
ويعني ذلك ان الاسلام لا يمكن ان يحققه الانسان الا بحب من هو راعي وحامي وحافظ وسادن للاسلام الا وهو امين الله وحبيبه رسول الله واهل بيته (ص) الذي هو واهل بيته بذلوا وقدموا كل مالديهم انتهاءً بمهجهم وارواحهم في سبيل الاسلام واعلائه ورفع مقامه ورايته فاصبحوا بذلك اساس وقاعدة عبرها يكون الوصول للاسلام وروحه
ومن دون ذلك يكون اسلام القشور والظاهر لا اللباب والجوهر
بينما ينبغي ان يكون الاسلام بكلا الوجهين الظاهر والباطن
اذ ان ظاهر الاسلام هو هذه الاحكام والتشريعات والفرائض والواجبات وغيرها
اما جوهر ومعدن الاسلام ان يكون الحب الخالص والولاء الصادق لحملة الاسلام ورعاته الا وهم رسول الله (ص) واهل بيته الاطهار
وبهذا تكون الصورة ناصعة والدعوة صادقة والانتماء صحيح
ومن هنا فإن حب النبي واهل بيته (ص) هو حب للاسلام واخلاص للدين ومن دون ذلك تكون دعوة واهنة وارتباط غير صادق
لان الله تعالى ذكره جعل وحكم حبه باتباع الرسول وطاعته واتباع وطاعة اهل بيته من بعده حيث يقول الله جل مقامه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران | ٣١
فحب الله حب طاعته واتباع امره والامتناع عن معاصيه فهذا هو الحب الصادق كما يقول الشاعر :
لو كان حبك صادقًا لأطعته
ان المحب لمن احب مطيعُ
–
وهذا هو عينه وذاته الذي ينبغي ان يكون للرسول محمد (ص) واهل بيته (ع)
اذ ان حبه وطاعته واتباعه وطاعة واتباع وحب اهل بينه هو حب وطاعة الله تعالى
ومن رام غير ذلك فما وصل بحبه لله تعالى
بل ان الحب لله من دون حب الرسول وآله لا يعد حبًا ولا يعار له التفاتًا وهكذا قالها رسول الله (ص)(ما احبني من ابغض عليًا)
وهذا وبكل تأكيد لم يكن يحب الله ، اذ لو كان يحب الله ورسوله لاحب من احبه الله ورسوله كما قال رسول الله (ص)(لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار وليس فرار لا يرجع حتى يفتح الله عليه)
وبهذا الحب قد اسسنا واقمنا اساس الاسلام لا سيما حب من قام الدين وعلا على يده وجهاده وسعيه وسيفه كما قال رسول الله (ص)(قام الاسلام على مال خديجة وسيف علي) وما بعد هذا الا الضلال كفانا الله واياكم
–
نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من احبابه واهل طاعته واحباب نبيه وآله لنحظى باساس الاسلام وعزه
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الاخيار الابرار الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٦|٣|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس