كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين رب الانبياء والمرسلين ورب الخلائق اجمعين ورافع السموات وداحي الارضين وجاعل الجنة للطائعين المتقين والنار للكافرين الملحدين والصلاة والسلام على النذير البشير والسراج المنير ابي القاسم محمد وآله انوار الدجى ومصابيح الهدى الطيبين الطاهرين
(الارسال مهمة وغاية)
قال الله تعالى في كتابه الكريم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سبأ | ٢٨
ما من رسالة الا وهي تحمل مضمونا ومعنى وبالتالي الذهاب الى الهدف والغاية فالرسالات وعلى امتداد التاريخ كلها ذات معنى ومضمون وفي نهاية المطاف الوصول الى الغاية والقصد وحين كان المراد تحقيق السعادة والفوز والنجاة والخلاص للانسان نصبت واقيمت له الوسائل والطرق لتحقيق ذلك ليصل عبرها الى تلك الغاية
ومن اهم تلك الوسائل واعظمها هي الرسل ورسالاتهم والدعاة ودعواتهم والمرشدين وارشاداتهم والمصلحين واصلاحاتهم
هكذا هي عناية الله ورعايته ولطفه بعياده ومايريده لهم من خير الدنيا والآخرة وسعادتهما وسرورهما
بأن ارسل وبعث لهم وفيهم من انفسهم رسلاً وانبياء ليأخذوا بهم نحو جادة الصواب والصلاح والخير والفلاح
انتهاءً بهم الى ماهو فيه السعادة والفوز والنجاة والعتق
وكانت المهمة تكمن في عملية الدعوة الى الخير الا وهو التوحيد والايمان بالله تعالى وعبادته وطاعة اوامره واجتناب نواهيه
والتي تدعى بعملية التبشير والانذار اي التبشير بالجنة والفوز والسعادة بعد الاستجابة لنداء الحق ونداء الصدق والعمل بكل ماهو مطلوب من اعمال الخير والاحسان والطاعة والعبادة والكف والامتناع عما حرم الله ومنع وهذه تسمى بعملية الانذار والتحذير وفيها تكون الحماية والحصانة والنجاة من العذاب
ومن هنا يمكن القول بأن السعادة ليست فقط تكمن في الجانب الايجابي من توحيد وطاعة وعبادة وغير ذلك مما هو في طريق السعادة والنور
وانما لا بد من مرافقة ومصاحبة وممازجة ذلك بعملية الكف والامتناع عما هو مخالف ومباين للصفحة السابقة
وبمعنى اوضح وابين حين يقدم الانسان على الامور الحسنة والطيبة والتي تحمل في طياتها البشارة والسرور والفوز والسعادة فلا بد وان يردفها ويصحبها بعملية اخرى الا وهي الامتناع والكف عما هو مخالف ومباين
وهذه المهمة قد قام ونهض بها انبياء الله ورسله من اولهم الى خاتمهم وقد تكفل بها رسول الله محمد (ص) كما الذين من قبله من الانبياء والرسل وقد جاء الخطاب الرباني في ايضاح وتبيان مضمون ومعنى هذه المهمة وغايتها
حيث يقول المولى جل ذكره (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سبأ | ٢٨
وبالفعل وكما وصف الباري تعالى نبيه بذلك حيث انه قد قام بالمهمة خير قيام وقدم كل مافي وسعه من جهد وسعي في سبيل هداية الناس واصلاحهم وانقاذهم من براثم الجهل والضلال الى جادة الهدى والصلاح لينتهوا الى سعادتهم وفوزهم وقد تضلع بهذا الامر وقام به عبر ماقدمه من دعوة الى الخير والصلاح والتبشير بما فيه الفوز والسعادة والفلاح والرضوان وحذر عما فيه من الشقاء والعذاب والخيبة والنكال فقالها في كل المحافل وكل اجتماع ضامنًا بذلك لهم الفلاح والتقدم
وذلك عبر الاقرار بالله تعالى والايمان به والعمل بكتابه من اوامر ونواهي اذ يقول الرسول (ص)(قولوا لا اله الا الله تفلحوا)
ويعني هذا ان يعملوا ويلتزموا وينفذوا كل مضامين هذه الكلمة ومعانيها بعد الاقرار والنطق بها والسير والسلوك الصالح الموافق لروح الرسالة والرسول
ليكون بذلك اكتساب الفلاح وتحقيق النجاة
–
نسأل الله المولى العزيز ان يوفقنا لهديه وهدي نبيه وآله ويمن علينا بالسعادة في الدارين
إنه ولي كل نعمة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الهداة الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٢٨|٢|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس