قصيدة شعرية.. الوالدين
لَيْـس كَالْأَب الْحَانِـي خَيْمَةٌ بِهَـا نحتمي
وَلَـيْـسَ كَـالْأُمِّ فِـي حَـنَايَا الـرُّوحِ إنْسَانًا
هُـمَا جَـنَّـةُ الْمَـأْوَى إذَا وُجِـدُوا وُجِـدَت
وَإِذَا ارْتَـحَـلُوا خَلَـتْ مِـنَ الْجِـنَانِ دُنيانا
تُضــاءُ الدُّنْـيَا لَـنَا إذَا قلـوبُـهُم نبـضـتْ
وَإِذَا سَكَنَـتْ نبـضـاتُـهم صِـرْنَا عُـمْـيَانا
أَبِـي يَـا سَقـفاً مِـنْ اللّظـى أَسْتَـظِلُّ بِـهِ
زَادَ الْهَــمُّ فـيَّ وَمِـنْ غَيْـرِكَ بتُّ حَيْرَانَا
أُمِّـي يَا عَـيْنَ عَـاطِـفَـةٍ مَـا نضبتْ أبدًا
بَـلْ ازْدَادَتْ حَنَـانًـا وَعَـطْـفًا وَ إِحْـسَـانا
كَـبِرْنَا وَصِـرْنَا فِي الْآبَـاءِ وبقـتْ أَرْوَاحُنَا
أَطْفَـالًا لَكُم تَتُـوقُ مِنْكُـم لَمْسُةً وحنانا
يَنْبُـوعُ عَطَـاءٍ ظَـلَّ يَسْقِـي دُون انْتظَارٍ
يَا روحـاً تُعْطِـي بِـلَا كَـلَلٍ أَزْمَانًا فأزمانا
فَيَا مَنْ جِنَانُكَ لازالتْ في الدنيا مُفَتَّحَةً
ارتوِ مِنْهُمَا قَبْلَ يَوْمٍ تَكُونُ فِيهِ عَطْشَانًا
فَإِذَا أقفلتْ أَبْوَابَ الْجِنَانِ ستقولُ علّني
وَتَكُـونُ بفقدِهـما أَكْـثَرَ النَّاسِ خُسْـرَانًا
فَجُزْى اللَّه الْوَالِـدَيْن عـنّا كُلِّ خَـيْرٍ وبـرٍّ
وَرَجَـوْتُ لَهُـمَا مِـنَ اللَّهِ عَفْـوًا وَغُـفْـرَانًا
بقلم: الاستاذ علي القصيمي
نصوص ادبية شعرية رائعة