كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي بيده ملكوت السموات والارض واليه منتهى كل شيء والصلاة والسلام على صفي الله وحبيبه المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(رضا الله لرضا فاطمة)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(يرضى الله لرضا ابنتي فاطمة ويغضب لغضبها)
اهم ماينبغي ان يحرص عليه ويحققه الانسان هو رضا الله تعالى وكذلك اهم ماينبغي ان يتركه ويتجنبه ويبتعد عنه غضب الله تعالى وسخطه
ففي ذلك رضا الله ورضوانه ونعيمه وجنانه
والنجاة من غضبه وسخطه وعذابه ونيرانه
وقد تسالم وتعارف بين الناس حين يتطلعون ويرجون علاقة حسنة وطيبة فيما بينهم
يقدمون ويقدّمون ارفع وارقى التعاطي والتعامل والود والاحترام ويتجنبون المواقف السيئة والتصرفات المخلة وبهذا تستقيم العلاقة ويدوم حبلها وتأتي ثمرتها
وخلاف ذلك تكون النتيجة وخيمة والنهاية اليمة من تباعد وتفكك وتقاطع وتدابر وتحامل وتحارب لا سمح الله تعالى
هذا هو الحال الذي يمكن ان يجري ويقع فيما بين الناس وكذلك هو الحال الذي ينبغي ان يكون بين الناس وربهم من سير سليم وسلوك صحيح وعمل صالح وفعل حسن وترك وامتناع لكل مانهى الله عنه ومنع
وعليه يمكن ان ينال الانسان رضا ربه ورضوانه ويخلص من غضبه وعقابه
ومن اهم واعظم مايتقدم به الانسان المسلم بين يدي ربه من تحقيق رضاه واكرامه والخلاص من نقمته وعذابه هو تحقيق رضا فاطمة بنت رسول الله وقبولها واجتناب غضبها وسخطها
وبهذا تكون الضمانة الكبرى والانشودة العظمى في نيل وكسب رضا الله تعالى والنجاة من غضبه وعذابه
وهذا ما قطع به رسول الله وجزم وبقوله الذي لا شك فيه ولا ريب (يرضا الله لرضا ابنتي فاطمة ويغضب لغضبها)
فمن هنا يمكن ان نقول فما هو شأن ومقام فاطمة حتى يجعل الله تعالى رضاه في رضا فاطمة وغضبه لغضبها؟
فاطمة هي تحفة الله وهبته لنبيه وهي بضعة من ابيها وثمرة فؤاده وروحه التي بين جنبه كما ذكر رسول الله وقال (ص)
فما عسى ان تكون البضعة والثمرة الا كما هو الاصل والكل وهو رسول الله (ص) في رضاه وغضبه لا يكون الا لله تعالى وكذلك ابنته فاطمة (ع)
حيث انه لا يتباعد ولا يختلف البعض عن الكل والثمرة عن الشجرة والروح عن الذات
اذ ان فاطمة هي بضعة وثمرة رسول الله (ص) وروحه
وما عساه ان ينتفع ويستفيد الانسان من عباداته وطاعاته وهو فاقد لرضا فاطمة وواقع في سخطها وغضبها وعليه ينبغي المراجعة واعادة النظر والوقوف موقفًا صحيحًا وسليمًا لنحضى ونحوز على رضا الله ورسوله وننجو من غضب الله ورسوله (ص)
عبر رضا فاطمة بنت محمد وقبولها وقد قال رسول الله (ص)(واعلم ياعلي ؛ اني راضٍ عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربي وملائكته)
نعم ان رضا فاطمة والذي هو رضا الله ورسوله وملائكته يكمن في ان يكون الانسان المسلم على جادة الحق ودرب الامامة وخط الولاية الذي هو خط وولاية الله ورسوله (ص)
–
نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من اهل ولايته والمتبعين لرسوله والمتمسكين بإمامة الامير وعند الزهراء من المرضيين وان لا يجعلنا من المغضوب عليهم والضآلين آمين رب العالمين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١٩|٦|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس