دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القوي العزيز والعزيز الحكيم والحاكم القادر والصلاة والسلام على نبي الانام ورسول السلام المصطفى محمد وآله الاخيار الكرام الطيبين الطاهرين
(آفة الشجاعة)
قال الرسول الامجد محمد (ص) (وآفة الشجاعة البغي)
الشجاعة صفة وسمة من صفات وسمات الخير وعلامة من علامات الايمان والقوة
اذ ان الانسان المؤمن لا يكون الا قوي في دينه وعلمه ويقينه وقلبه وبدنه وبذله وعطائه وهذا مايتوافق وقول رسول الله (ص)(المؤمن القوي خير وافضل عند الله تعالى من المؤمن الضعيف)
ومن هنا يمكن القول ان القوة خير من الضعف والتقدم افضل من التأخر والصحة انعم من السقم والعلم احسن من الجهل
وهكذا حين يكون الانسان ذو قوة في علمه وعمله وصحته وسلامته وانتاجه واقتصاده وابداعه ونهوضه يكون متقدمًا ومقدمًا على غيره ممن قصروا وتوانوا
اذ ان العالم يكون مقدمًا على غيره ممكن جهل
وتتقدم الافراد والجماعات والشعوب وغيرها بما تملكه من قدرات وامكانات
ويكون لها بذلك التميز والاعتبار ويزداد اعتبارها وتميزها حين تسعى وبكل ود وحب في تقديم تجربتها وعونها الى غيرها ممن تعوزهم القدرة والخبرة وبهذا تخطو البشرية نحو التكامل والرقي والتقارب والتلاحم
ولكن لا سمح الله وجرى تصرف على غير ذلك اي ان هذا القوي انطلق في الهيمنة والتسلط على الضعيف حينها تكون الصورة بشعة والمشهد مشوه
اذ ان القوي في مجاله العلمي سواء الديني منه او الصحي ينبغي ان ينزل وبروحه العالية ليجبر ضعف هذا وذاك سواء في عقيدته ودينه او في صحته وسلامة بدنه او من تقوى في اقتصاده وانتاجه او قوته وبسالته
ان يقف بجانب من لم يسعفه المجال
فيعين هذا الضعيف في بدنه وعيشه وينصره على من يريد به شرًا وتعديًا
فيكون بذلك قد حفظ نعمته واعان غيره على تجاوز وضعه وخلاصه مما هو فيه
وقد حقق بذلك هدفين احدهما في ساحته وذاته والاخر في ساحة الآخرين
واما الذين يمتلكون القوة والقدرة وفي اي مجال من المجالات ويذهبون بها نحو سلوك سيء من التعدي والتعالي والسلب والنهب والتسلط والتحكم في الآخرين
حينها تكون احوالهم عرضة للزوال والفناء
فالعالم الذي يركبه الغرور والخيلاء تحل عليه آفة النسيان والفقدان وهذا ما اشار اليه رسول الله (ص) بقوله(وآفة العلم النسيان)
وهكذا هو صاحب القوة والشجاعة والبسالة والصلابة حين يتجه بها صوب التعدي والظلم والجور والاشر والبغي والفساد
ينتهي به الامر الى ان تسلب منه هذه القدرة وتزول منه تلك القوة
فيصير بذلك ضعيفًا جبانًا بعد ان كان ذو قوة وقدرة وشجاعة وبسالة وهذا ماجنى على نفسه الرديء
اذ انه كم ممن هم في قوة ومنعة اصبحوا في حال لا يحسدون عليه من الضعف والتضعضع لوقوعهم في آفة البغي وداء العدوان اذ ان البغي والعدوان ماهما الا آفة تأتي على صاحبها بالهلاك والزوال كما قال رسول الله (ص)(وآفة الشجاعة البغي)
فإذا ما كنا شجعان واردنا الابقاء على الشجاعة بل والزيادة فيها
يجب ان نحافظ عليها باستخدامها في سبيلها السليم وطريقها الصحيح الا وهو الدفاع عن دين الله وعباده المستضعفين والكف والامتناع عن الظلم والبغي والعدوان

نسأل الله المولى العزيز ان يرزقنا قوةً في دين وحزمًا في لين وعزمًا لا يستكين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الاسلام ورسول السلام محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٥|٦|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى