دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي تعرف لكل شيء ليعرف عند كل شيء والصلاة والسلام على المعروف في السماء والارض المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(سبيل معرفة الشيء الاكثار منه)
قال امير المؤمنين علي (ع)(ومن اكثر من شيء عرف به)
يكون الانسان مجهولاً مالم يتكلم فإذا تكلم عرف وعلم ولذلك جاء في الحديث المبارك
(تكلموا تعرفوا)
فالكلام سبيل المعرفة وطريق الاحاطة فحين يكثر الانسان من الكلام والحديث ولا سيما في ميدان العلم والحكمة والمعرفة يصبح معروفًا به
وهكذا في بقية المجالات والميادين كالعطاء والجود والكرم والسخاء والتقدم والاقدام
او مايكون خلاف ذلك من الجهالة والسفاهة والبخل والشح وغيرها من سمات الجهل والسوء
فمن تعود عمل المعروف والاكثار منه فإنه يصير بذلك معروفًا ومذكورًا ولذلك جاء في الاثر المبارك (اكثروا من المعروف تعرفوا به)
والمعروف هو كل مايشمل من قول او فعل حسن وطيب فالذين اكثروا من الاغتراف من كنوز العلم والمعرفة حازوا على وسام العلم والمعرفة وبه عرفوا
وكذلك من يكثر من فعل الخير والمعروف والبر والاحسان يُكتب في صفاف اهل المعروف
واما الذين تساقطوا في مراتع الرذائل والسوء واكثروا من ذلك فإنهم بالطبع سيعرفون ويوسمون بهذه المسالك والتصرفات الخاطئة والسيئة
كحال الذي اكثر من اقوال وافعال الجهل وسم به وعرف به كأبي جهل وأضرابه
واما الذي اكثر من الحكمة والمعرفة والصدق والامانة اصبح معروفًا في اوساط محيطه بالصادق الأمين الا وهو رسول رب العالمين محمد(ص)
وهكذا من يكثر من الرحمة والرأفة والعدل والإحسان يعرف بين الناس بذلك فيقال عنه ذو شخصية محسنة او عادلة او رحيمة
كما ذكر التاريخ عن شخصيات حاكمة انه الحاكم العادل او الحكيم او المحبوب لما كان يبديه ويظهره للناس من رحمة وعدل ورأفة وبكل سعة ولطف
بخلاف من كان سيره وسلوكه وتعامله من الشدة والاساءة والغلظة والفظاظة يعرف بذلك ويكون ظله على النفوس ثقيلاً ووقعه على القلوب اليمًا
فيكون مكروهًا وممقوتًا عند الناس
ومن هنا نقول لمن يريد ان يكون محبوبًا عند الآخرين ومرغوبًا فيه ان يجعل في قلبه المحبة والاحترام للآخرين ويشعرهم الاهتمام والعناية وان يجازي محسنهم ويعفو عن مسيئهم
وهكذا كل امة حين تكثر من الشيء تعرف به من علم ومعرفة وصناعة وتقدم ونهضة وانتاج وارتقاء وازدهار وتحضر
واما من يعيش الخمول والتأخر والتخلف والجهل ويعتمد على الآخرين فإنه يُحرم النهوض والتقدم ويبقى في الحظيظ والركود
فجدير بأمة العلم والمعرفة وداعية التقدم والتحضر ان تكون في صفاف المتقدمين والناهضين

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا للإكثار من العلم والمعرفة والفضائل والمناقب
إنه ربنا ولي الخير والبركة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٢|٥|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى