الدجل والفهلوة
يمارس فئة من الناس أسلوب الدجل على البسطاء، كنوع من الذكاء والفهلوة، بحيث إنه يتم استغلال الثقافة من جانب، والمعتقدات الخاطئة من جانب آخر، الأمر الذي يفسر صعود الدجالين والفهلويين بطرق غير منطقية، وهذا يجعلهم يستفيدون من بعض الفئات الاجتماعية، وأن البعض يجهل مرورهم في المجتمع، الأمر الذي يفسر وقوع المجتمع في فخ النصب والاحتيال، نظرًا للافتقار للوعي.
إن عملية السيطرة على عقول الناس ليست بالأمر السهل، ولكنها في بعض الأحيان ليست مستحيلة، فالدجالون والفهلويون يحاولون بقدر المستطاع الابتعاد عن الفئات الاجتماعية التي لديها الوعي، أي الفئات المدركة إلى حقائق الأمور، فهم يحاولون تمرير ثقافتهم ومعتقداتهم الخاطئة إلى الأشخاص البسطاء، أي غير الواعين.
الدجالون والفهلويون يقومون بالعادة بالتلويح ببعض الحلول، والإمكانيات، والقدرات الخارقة، فبهذا الأمر تبدأ عملية السيطرة “اللا واعية”، لدى بعض الفئات الاجتماعية، نتيجة تعاقب حدوث بعض الأهداف والنجاحات المحدودة، وهذا الذي يدفع هذه الفئة إلى ممارسة أسلوب الدجل، والفهلوة، الأمر الذي يفسر اختراق وسلب أفكار وقناعات الآخرين بطريقة غير منطقية، وأحيانًا بطريقة ساذجة جدًا.
التلاعب بالحقائق والمسميات يمثل أحد الأساليب الشائعة التي يستخدمها البعض، بغرض تحقيق بعض المصالح والمآرب الشخصية، وأيضًا من أجل دفع تهمة الدجل والنصب بالدرجة الأولى، حيث إن الدجالين والفهلويين يتعمدون إطلاق المسميات “الفضفاضة”، أي المسميات التي تهدف إلى الكثير من العطاء، أو أحيانًا يقومون بإطلاق مواقف وأحاديث غير مستساغة، وذلك من أجل الحصول على المديح والثناء من قبل المتلقي.
إن استغلال البسطاء ليس دليلًا على الذكاء دائمًا، ولا يمثل نجاحًا مشرقًا، ولا سيما أن الدجال والفهلوي يستخدم عدة طرق، وأساليب تجعله يتجنب السقوط المدوي، إذ هو يتحرك بشكل سريع، من أجل استقطاب شرائح اجتماعية جديدة، فإن قلب المسميات والحقائق لا يجدي نفعًا على الإطلاق، فهناك فئات اجتماعية واعية، وقادرة على إعادة التوازن في المجتمع مجددًا، وإن الفئة التي تمارس أسلوب الدجل والفهلوة تخشى التعامل مع أصحاب الفكر والشهادات، نظرًا لانعدام القدرة على اختراق بعض العقول، والقناعات بسهولة.
المرء الذي يمتلك الإمكانيات، والحلول، والقدرات الخارقة، يعمل بها تحت الشمس، وفي وضح النهار، بينما الممارسات غير السليمة تكون بالعادة من باب الخوف، والتستر عن الأنظار بين فينة وأخرى، نظرًا لوجود الكثير من الممارسات غير الأخلاقية، والقانونية، والتي لا يقبلها أصحاب العقول السليمة والواعية، لأنها توحي بالكذب.
ختامًا، يبقى أسلوب الدجل والفهلوة وسيلة رخيصة للتلاعب بعقول وقناعات واعتقادات بعض الناس، فإن هناك فئات اجتماعية لديها قناعات راسخة، في قدرات البعض لتحقيق الأهداف السامية، فلا يمكن اختراق عقول بعض البشر، بمختلف الأساليب والطرق.