كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لا معبود سواه ولا خالق غيره ولا مرجو الا فضله والصلاة والسلام على محمد عبد الله ورسوله وآله الطيبين الطاهرين
(العبادة التفكر في امر الله)
قال الامام ابو الحسن علي بن موسى الرضا (ع)(ليست العبادة كثرة الصلاة والصيام وانما العبادة كثرة التفكر في امر الله تعالى)
الصلاة والصيام هما من الطرق والسبل التي بها يحقق الانسان العبادة والطاعة وبها يتقرب الى الله ويزدلف كما يقول الامام الرضا (ع)(الصلاة قربان كل تقي)
وهي معراجه الى ربه وقربه اليه كما يقول الامام الرضا(ع)(الصلاة معراج المؤمن)
وهي محبوبته وسروره كما يقول الرسول محمد (ص)(حبب الي من دنياكم ثلاثة : الطيب والنساء وقرة عيني الصلاة)
نعم الصلاة بمفهومها الاولي وادراكها الظاهري ان يقف الانسان المصلي على معناها ومقصدها من حيث هي في لباسها وهيئتها ومنظومتها الشكلية والظاهرية ويجليها ويقدمها بأحسن واتقن ما يكون من حيث هي في صفحتها ومظهرها الصحيح والسليم
ثم بعد ذلك التوجه والذهاب الى المرحلة الاخرى وهي الاهم والاولى وهي الوقوف على معنى وروح الصلاة واثرها وان قلت لأن المطلوب من الصلاة هي التقوى والخشية وبها يكون القبول وعظيم الجزاء كما يقول الامام زين العابدين علي بن الحسين (ع)( لا يقل عمل مع تقوى وكيف قل مايتقبل)
ومن هنا حين يتجه البعض ويقدر ان العبادة تكمن في كثرة الصلاة والصيام وغيرهما من الطاعات
ومن دون التوجه والوقوف على معناها واثرها
والانتهاء الى مرادها ونتيجتها فإنها لا تعد بشيء ولا يعار لها اهتمام
لان الصلاة ومثيلاتها من العبادات انما المطلوب منها ان يتخرج انسان ذو خشية وتقوى ومتفكر في امر الله واخذه
وينتهي به الحال الى الالتزام بأمر الله تعالى والانتهاء عما نهى الله تعالى وزجر من الفواحش ماظهر منها وما بطن
فاذا ما تحقق هذا المعنى وهذا الاثر فإنه قد صلى وصام بالفعل والمعنى كما اكده وجزم به الامام جعفر بن محمد الصادق(ع) بقوله في معنى هذه الآية المباركة
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ) العنكبوت|٤٥
حيث يقول (ع)(فإن نهته صلاته من المنكر فقد صلى وان لم تنهه صلاته عن المنكر لم يصلي)
اذن العبادة كل العبادة ليس في كثرة الصلاة والصيام وانما العبادة كل العبادة هي الانتهاء عن المنكر والفواحش والمعاصي وذلك لما ينتهي اليه العبد المصلي من كثرة التفكر في امر الله تعالى من جزاء حسن وطيب او عقاب اليم وشديد
فالتفكير في امر الله تعالى هو صلب وروح العبادة والطاعة بل هو اعبد العبادات واعظم الطاعات واجل القربات وبه يكون القبول لما سواه من العبادات
وهذا ما اوقفنا عليه الامام الرضا المرتضى علي بن موسى (ع) بقوله (ليست العبادة كثرة الصلاة والصيام وانما العبادة كثرة التفكر في امر الله تعالى)
–
نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا الى اكثر العبادة وهي التفكر في امره تعالى والدوام على طاعته وعبادته والانتهاء عن مخالفته ومعصيته
إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١٥|١١|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس