” لوعة فراق “
رحلتَ سريعاً ياخطيبنا الكبير ، أيتمتَ حلّتنا برحيلك تركتنا تحت وطأة الفجيعة تمطرنا غيومُها غمّاً وأسى وتلبسنا ثياب الفقد والبعد حزنا عليك .
اليوم فقدت الحلة مؤنسها وناعيها الذي مابرح لسانه يلهج بذكر الحسين عليه السلام ، علمتنا عشقَ الحسين عليه السلام ، تفاصيلَ تلك المأساة العظيمة في حادثة الطف الأليمة والتي مازالت مرسومةً في مخيلتنا منحوتةً بناي حنجرتك الشجية على جدران ذاكرتنا ، منذ نعومة أظافرنا ونحن نتناقل بين طياتِ ألسنتنا هذه العبارة العفوية ” متى بيقرأ ملا حسن ” كنا نجوب أزقة وممرات الحلة خلفك من بيتٍ إلى بيت ومن مجلسٍ إلى مجلس ومن حسينية إلى حسينية والعجيب أني ماشهدتك يوماً تنظر لما تُعطى من أجر القراءة وكنتُ أتعجب من هذه الروح الكبيرة التي جسّدتْ حبَّ خدمة الحسين عليه السلام بكل جوانبها .
عبارات الحزن لاتفي حجم المصاب وكلمات الوصف لاترقى إلى مستوى ما أنت عليه من عطاء وتواضع وحسن خلق ، كنت حنوناً وليناً حتى مع من أساء إليك ، تزينت بالحلم فكنتَ حليماً رؤوفاً بالصغير والكبير متواضعاً مع الجميع ، أباً حانياً رحيماً بكل أبناء القطيف عموماً ، تصل القريب والبعيد في أفراحه وأحزانه ، أتذكر موقفاً لك في تشريفنا في حفلنا الختامي للبرامج الصيفية لدار الفرقان لعلوم القرآن الكريم عندما لبَّيتَ دعوتنا رغم مرضك وصعوبة تنقلك إلا أنك أبَيْتَ إلا أن تكون بيننا مشجعاً وداعماً لكل البرامج التي تخدم هذه البلدة التي كنت لها أباً رحيماً وعطوفاً فرحمك الله وأسكن روحك الطاهرة جنات الخلد التي وعد المتقون ونسأل الله تعال أن يلهمنا الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل وأن بخلف على فاقديك بالخلف الصالح وأن يربط على قلوبنا المثكولة بفقدك والتي كوتها نيران الفراق ، فقد باتت القطيف موحشةً بدونك وقد باتت الحلة مظلمة معتمةً بغيابك يجوبها الصمت والسكون وكأنها مازالت في غيبوبتها غير مدركة حجم الخسارة التي منيت بها .
آهٍ آه لفقدك ياأبامحمد
بقلم أ.حسين علي خميس