كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
(امة حق امة قداسة)
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع)(ماقدست امة لم يؤخذ لضعيفها من قويها بحقه)
الرسالات والدعوات تكون مقدسة لما تحويه وتتضمنه من معاني مقدسة ومقاصد معظمة
ولذلك يختار لها من يقوم بحملها وحفظها وتبليغها ورعايتها والدفاع عنها ماهو اهل وجدير بذلك من الصيانة والصلاح والطهارة والزكاة وبهذا يكون حالهم من القداسة والعظمة مالتلك الرسالات والدعوات من القداسة والعظمة اذ ان المعنى الاعظم والمقصد المقدس الذي تحتويه هذه الرسالات والدعوات وهو الحق
الذي اقام الله تعالى عليه وبه السموات والارض وجعله سبيلاً وطريقًا للفوز والفلاح والنجاة والسعادة وبهذا انزل الله تعالى هذه الرسالات وارسل معها رسل هم من الاهلية والقدرة لتحقيق مافيه هداية وصلاح هذه البشرية والارتقاء بها نحو القداسة والعظمة بعد صلاح شأنها وتدبير امرها وتقدمها في كل الميادين والمجالات الحياتية منها والدينية
نعم تكون الامة بعد ذلك امة مقدسة وامة متحضرة ومتقدمة وناهضة وواعدة
لما هي عليه من التقديس والتعظيم للدين والحقوق والصون والحفظ لها والدفاع عنها
فالامة تحوز على القداسة حين تكون بمستوى متقدم من الالتزام بالحق والعمل به والتنفيذ لندائه والكون معه حيث كان
فمن القضايا الكبرى والامور العظمى التي من خلالها وعبرها تكتسب الامة قداستها وعزتها هو الانتصار للضعيف والاخذ لحقه من ظالمه
فاذا مافعلت ذلك واقدمت عليه صارت بذلك امة مقدسة وامة خير وامة معظمة
واما اذا تخلت وتخاذلت ولم تقم بدورها ومسؤوليتها فإنها تصبح امة فاقدة للقداسة
وساقطة في مستنقع الخباثة والدناءة والخزي والرذيلة اذ ان المقدس هو من يلتزم ويعمل بالأمور المقدسة والمعظمة والمنتدب اليها من قبل الشارع المقدس كالمواجهة للظالم والانتصار للمظلوم واما من يمتنع ويحجم عن ذلك فهو ليس من القداسة بمكان بل يمكن ان يقال عنه انه زنديق زنيم
وفي المقابل لايقبل اي شخص او امة ان يقال عنه او عنها او انه او انها شخص او امة خائنة ومتخاذلة
بل يتطلع ان يسمع الكلام الحسن والذكر الجميل من انه انسان مقدس او امة مقدسة
لا بأس بذلك فالطريق مفتوح والمجال متاح امام الجميع
اذ ان كل امة حين تريد وتبتغي الذكر الحسن والثناء الجميل ان تسلك الطريق والدرب المؤدي الى ذلك الا وهو السعي في اخذ الحق للضعيف من الظالم والا لم تكن هذه الامة او غيرها من الامم مقدسة ومحترمة كما يقول الامام جعفر بن محمد الصادق(ع)(ماقدست امة لم يؤخذ لضعيفها من قويها بحقه)
فالأمة المقدسة هي الامة التي يكون فيها القوي ضعيف حتى يؤخذ منه الحق للضعيف والضعيف فيها قوي حتى يؤخذ له الحق من القوي وهذا ماقاله امير الحق وداعي العدل علي امير المؤمنين(ع) (القوي عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه والضعيف عندي قوي حتى اخذ الحق له)
وهكذا قد اوقف رسول الله ومعه امير المؤمنين علي واهل بيتهما واهل الصدق والوفاء من صحبه الكرام انفسهم من اجل الحق والدفاع عنه والسعي لنصرة المستضعفين والمظلومين فصاروا بذلك من القداسة بمكان ومن العظمة بموضع
–
نسأل الله المولى الكريم أن يوفقنا جميعا للتمسك بالحق والعمل به والسعي لنصرة الضعفاء والأخذ بحقوقهم لنحضى بالقداسة والكرامة والعزة والعظمة
انه ربنا جواد كريم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله طيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١|١١|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس