دينية

كلمة الجمعةلسماحة الشيخ حسين مهدي آل خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل الصلاة حبل اتصال بينه وبين عباده وعلى نبيه طهارةً من النفاق والصلاة والسلام على الطاهر المطهر ‏المصطفى محمد(ص) ‏واله الطيبين الطاهرين
(‏فإنها تذهب النفاق)
‏قال الرسول الاكرم محمد(ص)(‏ارفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق)
‏الصلاة أحد أهم المطهرات والتي من خلالها يحصل الإنسان على طهارته ونظافته القلبية ‏كما يحصل بالماء على طهارته الظاهرية
‏نعم هو الماء الذي انزله الله تعالى وجعله سببًا ‏لتحقيق الطهارة من حيث هي طهارة ظاهرة واثرها على ماخفي وبطن اي ‏النفس والقلب وتثبيت الاقدام وهذا ما اثبته الله تعالى وقدره لقوله عز من قال (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)الانفال |١١
‏هذا هو الأثر الفعال الذي يحققه الماء ‏واما الصلاة فأثرها أكثر وقعا واكثر اثرًا
‏إذ بالصلاة والذكر يتحقق أكبر الأثر واعظم الغرض
‏إذ هي المطهرة والمذهبة بالاثام والمزيلة ‏للسيئات والماحية للخطيئات ‏لقوله تعالى في كتابه الكريم
(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
هود|١١٤
‏أي أن الصلوات هي الحسنات التي بها تذهب وتزول السيئات ولقد قال الرسول محمد(ص) لاصحابه(ولو ان على باب احدكم نهرًا واغتسل فيه خمس مرات في اليوم فهل يبقى عليه شيء من الدرن؟
فقالوا : لا يارسول الله
فقال(ص): كذلك هي الصلوات الخمس التي يصليها الانسان)
‏لا تبقي شيئًا من السيئات والخطايا بل تمحيها وتزولها
‏وكذلك هي الصلاة على النبي(ص) فيها من الطهارة لأكبر شائبة واشد نجاسة الا وهي قذارة النفاق
‏إذ أن المصلي حين يصلي ينبغي أن يتوجه إلى روح صلاته ومعناها ‏وأن يقف على أثرها وثمرتها كما هو حال من يقوم باستخدام الماء والوقوف على اثره من ازالة قذارة او وساخة او نجاسة
‏وهكذا هي الصلاة و أثرها البليغ ووقعها العميق من ايجاد نفوس طاهرة وقلوب زاكية وارواح طيبة
اذ انه ومنذ البدأ ان لا يترك الانسان المجال لوقوع وحدوث اي نجاسة وجريان اي وساخة
واذا لا سمح الله وقد وقعت وجرت فلتكن المبادرة والمسارعة في ازالتها والتطهر منها
‏والطريق الى ذلك كما يقول الرسول الاعظم محمد (ص)
(ارفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق)
نعم كما هي الصلوات المكتوبة فيها ذهاب السيئات وغفرانها كذلك هي الصلاة على الرسول (ص) ورفع الصوت بها طهارة وغفران الذنوب كما يقول الرسول محمد(ص)(من صلى علي مرة لم تبقى من ذنوبه ذرة)
‏ ‏وهذا أمر عظيم وفعل جليل ولكن ما هو أهم واعظم بعد الصلاة على النبي(ص) ‏هو الالتزام الفعلي و الحقيقي بنهج وسلوك وسيرة الرسول(ص) والمتمثل بها في حياته والتطهر والتزكي والتخلق بأخلاق الاسلام كما فعلها رسول الله(ص)
ومجانبة السلوكيات السيئة والقبيحة والكف عما يجافِ حقيقة الايمان والدين من كذب ونفاق ومكر وخداع
واذا ماصلينا وعبدنا فليكن بذلك الوصول الى مايرضي الله تعالى ورسوله (ص) والابتعاد عما يسخط الله ويغضبه
‏إذ أن الصلاة صلاح وإصلاح ‏وصدق وأمانة وسلم واستقرار ‏وحب وإخلاص وعفو وإحسان وكرم واكرام
‏هكذا يكون الإنسان بصلاته صالحًا ومصلحًا
وقريبا من الناس والناس منه في قرب وحب وود

‏نسال الله العلي القدير أن يجعلنا من المصلين الصالحين الطاهرين المتطهرين ‏بالصلاة والصلاة ‏على النبي وآله الطاهرين
‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الأطهار الميامين

‏كلمة الجمعة ٣|١٠|١٤٤٠
الشيخ حسين مهدي آل خميس

زر الذهاب إلى الأعلى