قضايا الشباب المعاصرة
بقلم: جواد المعراج
تعتبر مرحلة الشباب من أهم الفترات العمرية التي يمر بها الإنسان في حياته، نظرا لكونها المرحلة التي تسهم لتكوين شخصيته المستقبلية، أي هي بمثابة مركز القوة والنشاط، فكلما استغلها بالصعود ستتسع رؤيته وتتضح أمامه الأشياء الإيجابية والأمال، على عكس النزول والضياع سيجعل رؤيته إلى أهدافه تضيق وتنحسر .
(1) قضية انخفاض مستوى الوعي واليأس، وعدم القراءة والتثقف:
من المشكلات المعاصرة التي يعانون منها بعض الفئة هي ضعف الوعي، وعزوفهم عن التثقف وقراءة كتب عن أخلاق وعلوم أهل البيت ( عليهم السلام ) والكتب الآخرى كذلك، وبدون إطلاعهم على جميع الثقافات يمنعهم من الوصول إلى الوعي العلمي والمعرفي والاجتماعي. ليس فقط بسبب هذه المشكلة، إنما يرجع من ناحية الإستسلام إلى التجارب الصعبة، وإنعدام الرغبة في فعل أي عمل، والمقارنة بالآخرين.
في هذه الأثناء يحتاجون إلى التحفيز والتشجيع المعنوي، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والبرامج الثقافية والتوعوية والدورات التعليمية بدرجة كبيرة لكي تصل لهم الرسالة على أكمل وجه.
وهم أيضا عليهم أن تكون لديهم الرغبة في التغيير إلى الأفضل، وذلك لكي يعطيهم هذا الشيء دفعة إلى الإمام، وليرفعوا من مستوى طموحاتهم ويحققوا الإنجازات والغايات التي يتمنونها ويتحملوا المسؤوليات أكثر.
(2) قضية الكمال:
ونأتي إلى قضية الكمال عند بعض الشباب، لا خطأ في أن يبذل الشخص جهدا كبيرا في عمله بالذكاء والتميز والتفوق، ولكن الغلطة الكبرى إذا اعتقد أنه لا يوجد بصير مثله، لا يوجد إنسان كامل، إنما من يملك هذه الميزة هو الله عز وجل.
وهناك أيضا دراسات علمية تتحدث عن صناعة الإنسان الكامل ولكن لم يتوصلوا حتى الأن إلى جذورها لأنها شيء معقد وغير معقول، في الفترة الحالية وعلى مر جميع العصور لا يوجد شخص لديه الكماليات العلمية والعملية والثقافية، والدينية والإنسانية غير الأنبياء والأئمة المعصومين ( عليهم السلام ).
التفاخر والتباهي غريزة طبيعية في كل فرد ولكن إذا بالغ بها فإنها سترمي به إلى الغرور والعجب، وبهذا تمنعه من إنجاز أهداف و تحقيق غرائز كثيرة، وتنشئ في داخله حالة الشعور بالغضب والقهر والنقص في داخله؛ لأنه يغار وينظر إلى نجاحات وأهداف غيره.
إن لنا القدرة على تحقيق نجاحاتنا بالتدرج والتوازن في أفكارنا وتركيزنا على أهدافنا أكثر، ونتقبل نقد الآخرين ونصائحهم ومساعدتهم لنا وأن لا نقارن أنفسنا بهم. فبهذا نستطيع أن نصل لأي هدف في بالنا، حتى لو فشلنا لم نتأثر بالاحباط والفشل. بحد ذاته الشاب يحب هذه الأمور ولكن عليه أن يحاول السيطرة على نفسه، فكلُّ له نقاط ضعف وعيوب.
(3) قضية المواد الإدمانية:
بالنهاية نختمها بقضية المواد الإدمانية، توسع انتشارها في المدارس والشوارع وأماكن آخرى متعددة.
من بعض أسباب الأدمان عليها: مجالسة أصدقاء السوء، وإهمال التربية والرعاية من الأب والأم، واليأس من مواجهة التجارب الصعبة، وعدم معرفة كيفية التخلص من الفراغ الضائع، والبعد بقوة عن الله عز وجل.
وأوضحت الباحثة: نسرين محمد جميل الخالدي. أن المواد الإدمانية تؤثر بنسبة كبيرة على الشباب من ناحية انقطاعهم عن الدراسة، والذين هم مدمنين عليها من الدرجة الأولى.
حيث يمكننا أن نرى بعض أضرار الأدمان الناتجة منها مثل:
• تدني المستوى الدراسي.
• الضرر الصحي والجسدي.
• العدوانية.
• قلة النوم أو كثرته.
• ضعف الإنتاجية في العمل.
فمن الواجب على المجتمع والمسؤولين الكبار تعزيز التوعية الشبابية ونشر مقالات عن خطر هذه المواد القاتلة، وتكثيف الحملات التوعوية في المدارس والمراكز الثقافية، ووضع اللافتات التوعوية في الأماكن العامة.