(اقبل شهر الله)
كلمة الجمعة ٢٧|٨|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي قضى فأحكم وحكم فأحسن وكتب فأجاد وجاد فأكرم والصلاة والسلام على اكرم الخلق وافضل الرسل النور الانور والقمر الازهر والمبعوث رحمة للجن والبشر المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(اقبل شهر الله)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(ايها الناس:انه قد اقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة)
ان من دواعي الغبطة والسرور والبهجة والحبور اقبال امور حسنة وتحقق قضايا جميلة وبالخصوص اذا ماكانت تأخذ باتجاه مصير الانسان ومستقبله سواء في داره هذه المحدودة او الاخرى الدائمة
فكم هم الاشخاص الذين ينالوا السرور والفرحة والبهجة والانبساط حين قدوم وتحقق امورهم وانجاز مهامهم ونجاح مساعيهم
فالطلاب المجتهدون هم على حالة من الانشراح والانبساط بقدوم ايام الامتحانات ليقطفوا بها ثمرة اجتهادهم وتعبهم
واما غير هؤلاء يكون وضعهم خلاف ذلك فهم يعيشون الانقباض والارباك
لانهم لم يستعدوا لاستقبال هذه الاوقات والتهيؤ لقدومها وخوض غمارها
وهكذا في غيرها من الموارد في هذه الحياة
من يعطي السعي ويقدم الجد ينال الربح والمكسب وكذلك الحال لحياتنا الاخرى نكسبها ونربحها ونفوز بها حين نقدم مانقدم من الامور الكبيرة والمساعي الجليلة
وها نحن على اعتاب شهر الله وقدومه علينا وهو يحمل لنا كل انواع البهجة والسرور
بل واعظم واجل واحسن وافضل لأنه افضل الشهور واعظمها عند الله تعالى
اذ يقدم علينا وكله بركة ورحمة ومغفرة
فهل تهيأت واستعدت نفوسنا لقدومه واستقباله بما يليق ومقامه الرفيع الذي هو من مقام الله تعالى اذ انه ينسب له جل ذكره العظيم
فما هذه البركة والرحمة والمغفرة التي يحويها هذا الشهر الكريم الا من بركة ورحمة الله تعالى ومغفرته
اذ ان الله تعالى هو المبارك ومنه البركة وهو ارحم الراحمين وهو الغفور الرحيم ومنه تعالى ومن شهره المبارك نلبس لباس البركة ونتسربل بسربال الرحمة ونتطهر بطهور التوبة
ونكون بذلك مرحومين ومباركين ومغفور لنا
وهذا انما يكون حين نكون بالحال الذي يرتضيه الله تعالى
من اقامة هذه الفريضة على وجهها الاكمل وحالها الاسلم وذلك من خلال مايبديه الصائم من بث واسع بركاته على اخوانه الصائمين
وحفظهم وكف السوء عنهم والسعي وبكل مالديه من رحمة وعطف على الآخرين والصفح والعفو بل والاحسان لمن اساء واخطأ
وبهذا السلوك والنهج نحظى ان نكون من المكتوبين في صفاف المتنافسين في الخير والاحسان
والمجعولين في نظام السابقين الى المكرمات والكمالات
كما يقول المولى الكريم(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) الواقعة ١٠|١١
وهذا هو المعنى الحقيقي والمقصد الجوهري لاستقبال هذا الشهر وصحبته والمثول في حضرته
والذي قد اشار اليه رسول الله (ص) واخبر عنه بقوله (ايها الناس:انه قد اقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة)
نعم انه شهر الله شهر البركة والرحمة والمغفرة كما قالها واطلقها رسول الله (ص)
فهل نكون نحن بهذا الوصف الذي عليه شهر الله من ان نكون اصحاب بركة ورحمة ومغفرة وصفح وبر واحسان وصبر واعتصام
وبهذا يكون شهر رمضان مدرسة الايمان والاحسان ومشفى للعلل والاسقام وهو فرصة للطهارة من الاثام
–
نسأل الله المولى الكريم ان يعيننا على صيامه وقيامه وتلاوة آياته ومعرفة احكامه والالتزام بحدوده وآدابه إنه ربنا خير مقوي ومعين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.