سارقة الشباب
الدراجة النارية التي كانت وما زالت وسيلة للنقل في مختلف دول العالم الغنية منها والفقيرة، تمتاز بسهولة في الحركة وانسيابية وسط الزحام، حيث يستطيع مستخدمها العبور بها وسط الزقاق وداخل الأحياء الضيقة، حتى أصبحت من أكثر وسائل النقل إنتشاراً. ولدينا في القطيف، تستخدم الدراجة كما في معظم الأماكن للنقل لكن قد تختلف الصورة في مجتمعنا، فغالباً وبعيداً عن التعميم، يستخدم الشباب الدراجة النارية استخداماً مخالفاً لقوانين المرور إذ إن كثيراً من هذه الدراجات لا تحمل لوحات تسجيل، كما أن الكثير منها يصدر أصواتاً مزعجة ومرعبة في ذات الوقت حتى باتت هذه الدراجات هاجساً يؤرق الأهالي ويقض مضاجعهم في أحيان كثيرة، ولا يخفى على أحد في القطيف الفوضى العارمة التي يسببها مستخدمو هذه الدراجات في أيام المناسبات الاجتماعية وكذلك الحال في الواجهة البحرية، كما أن أصابع الاتهام موجهة لمستخدمي الدراجات النارية في بعض حالات السرقات، حيث سجلت وقائع كثيرة لسرقة الحقائب والجوالات في بعض الأحياء والأسواق وكان لكورنيش القطيف نصيب الأسد في هذه السرقات .
مستخدموا هذه الدراجات هم أبناء مجتمعنا، نهتم لأمرهم ونأسف لحال الكثير منهم، فهذه الدراجات سرقت شبابهم وأودت بحياة الكثيرين منهم، كما تسببت في إعاقات وأضرار جسيمة لبعضهم، فينبغي علينا كمجتمع، المبادرة في حل هذه المشكلة بشتى الوسائل الممكنة لتصحيح حال هذه الفئة من المجتمع حتى تعود لرشدها وتستخدم هذه الوسيلة لما صنعت لأجله، استخداماً سليماً ونظامياً بعيداً عن التهور واللامبالاة.
علي الدمستاني