التعايش بإيجابية مع السكري
رضي منصور العسيف
عندما أخبره الطبيب بأن ابنه البالغ من العمر سبعة أعوام مصاب بداء السكري النوع الأول المعتمد في علاجه على الأنسولين… كان جوابه: الحمد لله …مرض يمكن السيطرة عليه…
هكذا هم الإيجابيون الذين يتعاملون مع الأزمات بروح إيجابية بعيداً عن الاحباط والتعاسة، فمرض السكري يمكن التعايش معه بإيجابية من خلال اتباع ما يلي :
-المراقبة الذاتية:
حيث تعد الرقابة الذاتية لمعدل الجلوكوز في الدم من أهم عوامل التحكم بالسكري، وتوصِي جمعية السكري الأمريكية (American Diabetes Association) بفحص مستويات السكر في الدم قبل تناول الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة وقبل الذهاب إلى النوم وقبل ممارسة التمارين أو القيادة وإذا اشتبهت في انخفاض مستوى سكر الدم.
كما أن استخدام نظام القياس المستمر لمستويات السكر في الدم يحسن إلى حد كبير توازن مستويات السكر على أساس مؤشر A1C.
-اختيارات غذائية صحيحة:
عند اتباعك لنظام غذائي خاص بمرض السكري فهذا يعني أنك تحسن الاختيار للأطعمة التي تحافظ على مستوى السكر في دمك في الحدود المقبولة. ولكي تحقق هذا الهدف عليك أن :
· تركز نظامك الغذائي على الأطعمة المغذية والأطعمة عالية الألياف وقليلة الدسم مثل: الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة.
– سجل ما تأكله في سجل المتابعة الغذائية اليومية لتتعرف على مدى تأثير ما تتناوله على ارتفاع السكر أو هبوطه.
– تعلم طريقة حساب الكربوهيدرات (النشويات) لتأخذ منها ما يناسب جرعة الأنسولين. ( يمكن زيارة أخصائي التغذية للتدرب على هذه الطريقة)
-التاءات الأربع:
اجعل الأكل الصحي جزءًا من روتينك اليومي وتذكر التاءات الأربع للغذاء الصحي:
· تسوق: فلا تشتري أية أغذية تحتوي على سكريات وعليك بتعلم قراءة البطاقة الغذائية لتعرف محتوى المنتج الغذائي من الكربوهيدرات والسكر وغيرهما من العناصر الغذائية.
· توازن : تناول وجبات متوازنة تحتوي على كل مجموعات الطعام بالمقدار الصحيح.
· تنوع: احرص على تنويع طعامك لأن الألوان المختلفة في الغذاء تمد الجسم بمختلف العناصر الغذائية.
· توقيت الوجبة والعلاج : لابد أن تكون مواعيدك دقيقة لأن لكل علاج ( أنسولين) له وقت محدد لتأثيره ومحافظته على مستوى الجلوكوز في الدم تضامناً مع الوجبة وموعدها ومجرد الإهمال قد يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض حاد في نسبة السكر ويعرض المريض للخطر.
-الحركة و النشاط:
لكي يبقى مستوى السكر في دمك في الحدود المقبولة عليك أن تمارس نشاطاً بدنياً يومياً ليكن هدفك هو 150 دقيقة على الأقل من التمارين الهوائية في الأسبوع، واختر الأنشطة التي تستمتع بها مثل المشي أو السباحة واجعلها جزءاً من روتينك اليومي.
الإيجابية مع السكري تعني :
أنك تتبع نظاماًُ صحياً مميزاً فلا مجال للعشوائية والمغامرات سواء في الطعام أو العلاج.
الإيجابية أيضاً أنك تتأقلم مع هذا النظام وتتصالح مع علاجك وحميتك.
هناك الكثير من المرضى غيروا حياتهم إلى الأفضل وعرفوا كيف يجعلون هذا المرض حافزاً للعيش بسلام دون أية مشاكل أو مضاعفات أخرى.
الأسرة الواعية هي التي تدعم مريض السكر وتساهم في تشجيعه لمواصلة هذه الرحلة فهي توفر له كل سبل الراحة العلاجية والنفسية ايضاً .
المنزل الذي به مريض سكري تجده منزلاً مثقفاً يعرف كيف يتعامل مع الحالات الطارئة كهبوط السكر أو غيره مثقفاً من حيث متابعة كل جديد يطرأ على الساحة العلاجية فهو يتابع آخر مستجدات التغذية العلاجية، وآخر مستجدات مضخة الأنسولين وآخر مستجدات أجهزة قياس السكر.
مريض السكري له شغف وحب للتعلم لذا تجده يبحث عن التطبيقات في الأجهزة الذكية التي تساعده لمتابعة وحساب وجباته وجرعة الأنسولين.
أخيراً:
قال لي أحد الآباء مبتسماً:
لقد رشحنا ابننا محمد المصاب بالسكري لإدارة المنزل فهو من يقرر ويختار لنا الوجبات الصحية، وهو الذي يحدد مواعيد الوجبات والنوم، بل لقد صنع لنا برنامجاً رياضياً … لقد حولنا إلى أصحاء ….
هكذا هم الذين يخلقون الإيجابية
عزيزي القارئ هذا المقال ليس خيالياً أو مثالياً ولكنه دعوة صادقة للعيش بسلام وإيجابية مع السكري.