مقالات

مقالات : أوصاني والدي

أوصاني والدي …
رضي العسيف
مع بداية العام الدراسي الجديد، وعند التحاقي بالمدرسة المتوسطة، أوصلني والدي إلى المدرسة و هناك قدم لي أغلى هدية … إنها نصيحة ذهبية…
قال لي والدي:
ضع نصب عينيك هدفا ساميا واسع جاهدا لتحقيقه، فبعضهم يسعى بعلمه لنيل درجات الجنة ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قَالَ : مَن خَرَجَ يُريدُ عِلما يَتَعَلَّمُهُ فُتِحَ لَهُ بابٌ إلَى الجَنَّةِ .
وعموما ياولدي فأن نجاحك يعتمد على مقدار علمك ومدى اجتهادك، يقول الامام علي علية السلام (أطع العلم واعص الجهل تفلح)
ولكي تتفوق يا ولدي عليك أن تكون مجتهداً في دراستك، محباً للعلم، متلهفاً وباحثاً للمعلومة الجديدة، عليك أن تستخرج الكنوز المعرفية من الحصة الدراسية، كن متعاوناً مع معلمك الذي يبذل كل ما بوسعه ليقدم لك المعلومة في أبهى قالب…اسأل المعلم عن أي أمر تجهله… لا تتردد في السؤال، (سل عما لا بد لك من علمه و لا تعذر في جهله) و( من سأل في صغره أجاب في كبره) و(لا يؤخذ العلم إلا من أربابه) كما قال الإمام علي عليه السلام.
يا ولدي: كما أن المدرسة تمثل صرحاً علمياً فهي أيضا تمثل صرحاً اجتماعياً، وهي ملتقى الطلاب من مختلف البيئات والثقافات، ولهذا الجانب تأثيره على الجانب العلمي و تفوقك الدراسي، فإن كنت صاحب صداقات ناجحة فإنها ستؤثر إيجابياً على تفوقك، و العكس صحيح…
لذا يا ولدي كن ذكياً في صداقاتك واختر الصديق الذي ينطلق بك في رحاب النجاح… (عاشر أهل الفضل تسعد و تنبل)و اعلم أن (عمارة القلوب في معاشرة ذوي العقول) كما يقول الإمام علي عليه السلام.
يا ولدي .. اعلم أن صديقك هو عنوانك… و كما يقولون ( قل من تصادق أقل لك من أنت) و الرسول الأكرم (ص) يقول: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"…
يا ولدي … يقول الإمام علي (عليه السلام): (إنما سمي الرفيق رفيقا لأنه يرفقك على صلاح دينك فمن أعانك على صلاح دينك فهو الرفيق الشفيق ) اختر رفيقك وفق معايير العقل لا العاطفة… فـ (العاقل يألف مثله) كما يقول الإمام علي عليه السلام.
يا ولدي .. عليك بمصادقة من يأخذ بيدك إلى بر الأمان، من يضيء لك دروب الحياة، إنهم أصحاب الأخلاقيات الرفيعة، المبدعين، الطموحين، المجتهدين…
يا ولدي عليك بالابتعاد عن كل طالب لا يحترم معلمه، لا يحترم الدرس فتراه يتحدث.. ويضحك.. إنه يجلس في الفصل الدراسي كما يجلس في الملعب…
ابتعد عن كل طالب يتصف بصفة الحماقة والجهالة…ابتعد عن كل طالب يخلق مشكلة ومشكلة… و( إذا أحببت السلامة فاجتنب مصاحبة الجهول) واعلم أن (صديق الأحمق في تعب) و(من صحب الأشرار لم يسلم) كما يقول الإمام علي عليه السلام.
اعلم يا ولدي… أن صديق السوء يُربّي في قلب صديقه الأخلاق السيئة الذميمة، ويَقتل كل خُلقٍ حميدٍ فيه، ويقنعه بأن الأخلاق الحميدة ضعف، وأنّ الشر قوة. كما أنّ رفقة السّوء تؤدّي إلى تدمير الحياة الشّخصيّة والاجتماعيّة للإنسان..
يا ولدي .. كن متقناً لفن الصداقة وحسن الاختيار … واعمل بهذه الكلمة فهي خير معين لك… فكم رأيت طلاباً متفوقين ولكنهم غرقوا… و السبب هو (مصاحب الأشرار كراكب البحر إن سلم من الغرق لم يسلم من الفرق) وخسروا الكثير…لذا حافظ على شخصيتك وتفوقك… و لا تدع أحدهم يهدم آمالك وطموحاتك ويخدعك بكلمات معسولة.. كن واعياً وصادق الأخيار…
نظرت إلى والدي فرأيته يتحدث عن تجارب الحياة ووعي الحياة …
فقلت له أطمئن يا ابي فلن أخيب ظنك… لن استسلم للفاشلين…
همسة:
على الآباء تقديم النصح و الإرشاد فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي وبناء العلاقات مع الآخرين…كن قريباً من ابنك وارسم معه خارطة الأصدقاء الصالحين..

زر الذهاب إلى الأعلى