كلمة الجمعة للشيخ حسين آل خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي ختم النبوة بمحمد(ص) والامامة بذريته وجعله وذريته شفعاء يوم القيامة والصلاة والسلام على خير الانام ونبي الانس والجان المصطفى الامجد محمد وآله الاطهار الطيبين
(تمام الحج وختامه)
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع)(اذا حج احدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج)
الحج هو احد الفرائض الذي من خلاله يظهر الانسان المسلم صدق نيته وحسن قبوله بالدين وتسليمه الخالص ورضاه التام بما شرع ربه وأمر
بل ويعتبر ذلك امرًا فيه التشريف والتكريم والحبوة وهذا ما اشار اليه وابداه رسول الله (ص) بقوله(الحاج والمعتمر وفد الله وحق على الله تعالى ان يكرم وفده ويحبوه بالمغفرة)
نعم الحج هو احد المحطات والمشاهد الذي فيه تجري كرامة الله وتتحقق هبته والوافد الى الحج انما هو وافد الى الله تعالى وعليه يقتضي من الوافد ان يكون بالمستوى اللائق بهذا المقام العظيم والرفيع والجليل والمقدس من حسن التصرف واظهار الادب المناسب والحال المطلوب في حظرة المقام المقدس وبيته المعظم ليكسوه الله من عظمته وكرامته ويحبوه بمغفرته ويعود بعد ذلك كيوم ولدته امه لاذنب له فليستأنف العمل
وهكذا هو صنيع الحج واثره على صاحبه بأن يحوله الى انسان ملائكي نوراني وعابد رواحني وصالح تقواني وليس فقط في ايام يقضيها في بيت الله وفي رحاب الاماكن الطاهرة
بل يكون حاله على ماكان عليه في تلك الايام بل واعظم ليكون على الدوام في كرامة الله وعنايته ولا يجعل ذلك اثره آنيًا مؤقتًا بل ينبغي ان يكون اثر الحج في وقت وزمان الحج ومابعده اذ الحج ماهو الا القصد لله تعالى والقصد هو ثابت وقائم في كل وقت كما هو الحال الذي يظهر فيه الحاج بمظهره وبوضعه المقبول واللائق في وقت حجه كذلك هو الوضع في اي وقت من الاوقات اذ ان الانسان لا يخلو من نظر الله تعالى في اي مكان وزمان وهذه رسالة واضحة ودعوة صادقة لكل انسان حاج بالخصوص او غيره حيث ان الحج وغيره من الفرائض والاحكام جعلت وكتبت وفرضت لصناعة أمة صالحة متماسكة ومتوحدة ومتآلفة وصانعة للخير وفاعلة للمعروف ومنقطعة عن الشر ومقاطعة له فالأمة التي لديها افضل شريعة ومنهاج وافضل نبي ورسول وخير ائمة واوصياء اجدر بها ان تكون خير أمة اخرجت للناس بمعروفها واحسانها وصلاحها وسلامة نفوسها وطهارة قلوبها
فإذا كانت هكذا فهو كما يراد ويرجى من سير وسيرة ونية وسلوك وتمسك والتزام وتأسي واقتداء برسول الله(ص) واهل بيته الاطهار(ع) والتطواف بمقاماتهم العالية وقاماتهم الرفيعة لاستنشاق عبق الايمان وروح الدين واتمام الاحكام لا سيما فريضة الحج التي على رحاها ان يموت الانسان مسلمًا او كافر اذا ماكان مقتدرًا او مستطيعًا كما يقول الرسول (ص)(من استطاع الحج ولم يحج وادركه الموت فليمت ماشاء يهوديًا او نصرانيًا او مجوسيًا) اي على غير دين الله
والحج لا يكون بتمامه وكماله وانتظام عقده الا بزيارة مقام الرسول محمد (ص) واهل بيته الاطهار(ع) والتطواف بحضراتهم المقدسة التي هي ذاتها قداسة الحج وبقية اقرانه اذ يقول الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع)(اذا حج احدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج)
نعم الحج حاله كحال الصلاة والصيام اذ انه لا يتم ولا يكمل كل واحد الا بأمر لابد من تحققه وايجاده فالصلاة التي نصليها لابد من تمامها من الصلاة على محمد وآل محمد
كما يقول الامام الصادق(ع)(من صلى ولم يصلي على محمد وآل محمد فلا صلاة له)
وكذلك الصوم من صام ولم يؤدي زكاة الفطرة فلا صيام له كما يقول الامام الصادق (ع)(من صام ولم يعطي زكاة الفطرة فلا صيام له)
والحج ايضًا بهذا التقدير لايتم ولا يكون كماله الا حين يحقق معه امر به يكون التمام الا وهو زيارة حضرة ومقام نبي الاسلام واهل بيته الكرام(ص)
كما قالها صادق اهل البيت جعفر بن محمد الصادق(ع)
في الصلاة والصوم كذلك قالها في تمام الحج اذ يقول(ع)(اذ حج احدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج)
وماذا يعني هذا الكلام بزيارتهم والتطواف بمقاماتهم والسير على جوانبهم الا الطواف والاستنشاق لعبق ارواحهم الطاهرة ونفوسهم الزاكية واستلهام تلك المبادىء المشرقة والقيم المنورة التي مزجت ارواحهم بها
وارتفعت نفوسهم بها اذ انهم عاشوا لاجلها واوقفوا انفسهم لبقائها فأستحقوا بذلك البقاء والخلود بل قرن ذكرهم بذكره وجعل تمام الدين بولائهم وزيارتهم والصلاة عليهم
–
نسأل الله العزيز ان يوفقنا لكل خير وان يجعلنا من المتمسكين بدينه والطائعين لرسوله (ص) والمتقين والموالين لاهل بيت نبيه (ص)
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١٢|١٢|١٤٣٩ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس