مقالات

حتى لا تخسر نفسك وتضيع مستقبلك

حتى نعيش حياة سعيدة علينا أن نرفق بأنفسنا ونكون متصالحين مع ذواتنا عند وقوعنا في أية مشكلة تواجهنا في الحياة، كما يجب علينا تجنب الوقوع في الدوائر السلبية ومنها الإيحاء الذاتي السلبي والجلد الذاتي ورهاب الإخفاق.
ويعرف رهاب الإخفاق بأنه خوف غير طبيعي لا مبرر له وغالباً ما يؤدي إلى اتباع أسلوب حياة في حدود ضيقة بل ويؤدي إلى الفشل المستمر واليائس من المحاولة للوصول إلى النجاح والتقدم المستمر، فالأشخاص المصابون برهاب الإخفاق تكون نسبة فشلهم عالية ويخافون من مواجهة العوائق والعقبات.
ومن المرجح أن هذا الخوف المرضي يقلل الثقة بالنفس و يمكن أن يعالج رهاب الإخفاق عن طريق SSRI أي امتصاص السيرتونين المانع الذي يهدف إلى رفع مستويات السيرتونين مما يؤثر على مستوى القلق مما يجعله أكثر قابلية للإدارة لدى الشخص ولكن الدواء وحده لا يساعد على التخلص من رهاب الإخفاق على حسب كلام الأطباء والعلماء فهو مجرد قناع إلى حل المشكلة لذلك يوصي الأطباء بالعلاجات السلوكية، بل يحتاج أيضا إلى عزيمة وإرادة وإصرار وعدم الاستسلام للمخاوف التي يواجهها المصاب ومحاربة المرض ومكافحته نفسياً ومعنوياً حتى يتخلص منه المصاب.

ونأتي إلى الإيحاء الذاتي السلبي وهو ما يسمى بالقاتل الصامت والذي يفقد المرء القدرة على تطوير ذاته ويؤدي إلى اليأس من التغيير الإيجابي وفقدان الأمل فيه. وللإيحاء الذاتي آثار سلبية قوية جداً حيث يؤدي إلى الوقوع في دائرة الأمراض النفسية، ومن الممكن أن يدفع الإنسان إلى الهوس والهواجس والقلق المستمر ويؤدي إلى الموت الفكري والمعنوي في عمر مبكر إذا لم يتخلص منه المصاب فإياكم والوقوع بالإيحاء الذاتي السلبي
ونختمها في النهاية بالجلد الذاتي وهو من السلوكيات الخطيرة والمدمرة إلى الذات ويجر صاحبه إلى الفشل وخيبة الأمل، ويلعب دوراً كبيراً في تخريب الذات البشرية حيث يقوم الفرد بجلد ذاته مصغراً ومحقراً ما صنع وما فعل، ويعود نفسه على الذل والصغار، ودائماً يكون قاسياً مع نفسه عند وقوعه في أبسط الأشياء وأتفهها، ويماثل الجلد الذاتي جلد الإنسان ذاته بذاته حتى يفقد نقاط قوته، وتتحول حياته إلى جحيم لا تطاق، وتتوغل في عقله الأفكار السلبية المدمرة، ويخسر نفسه ومستقبله وحياته.
وحتى يتجاوز كل تلك الأمور السلبية عليه أن يثق بذاته، ويتعرف على مواهبه وقدراته، ويبرز ما لديه من قدرات وإمكانيات، وعندها سيربح نفسه ومستقبله وحياته، ويكون عضواً فاعلاً ومفيداً في مجتمعه.

بقلم: جواد المعراج

زر الذهاب إلى الأعلى