كلمة الجمعة : الشيخ حسين آل خميس .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي نور النور لاوليائه واوقد النار لاعدائه والصلاة والسلام على السراج المنير والبشير النذير والداعي الى الخير الطاهر الطهر طه الامين محمد وآله الاطهار الابرار الطيبين الطاهرين
(مقعد من نور ومقعد من نار)
قال الامام سيد الساجدين وزين العابدين وقدوة الراكعين علي بن الحسين بن علي(ع)(ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار)
مجالس الحق ومجالس الباطل كل ولهما روادهما ومريداهما واشياعهما
فمن يملك قيمة الحق ويحوزها ويتعلق بها فلا يسعه الا ان يكون في محاضرها ومجالسها ونواديها وساحاتها ولا يبغي عنها بدلاً بل لا يرغب في الحياة الا لها وهذا ماكان عليه امير الحق العالي من آل هاشم علي(ع) حيث انه لم يكن مبتغاه في الحياة الا الحق والكون معه وبه اوصى ابناءه ومحبيه وطلاب الحق
قائلاً(ع)(وقولا للحق واعملا للأجر)
وفي المقابل من يكون فاقد لهذه القيمة اي قيمة الحق ومعناه تراه يهيم في وادي الباطل ونادي الجهل متنكر للحق ورافض له وهو يرى في المقابل انه على درب الحق وغيره ممن هم في الواقع هم على الحق ومع الحق انهم على باطل وضلال وهذه هي الكارثة الكبرى والمغالطات التي بها يثبت بها ادعياء الحق وهم للحق كارهون ومحاربون وعلى هذا المسلك يضيع الحق وترفع راية الباطل مبرقعة لا يشم منها الا الباطل وهكذا هم علماء البلاط وقضاة السلطان واهل الفتوى واصحاب الهوى كل همهم وسعيهم تزييف الحقائق وتحريف الوقائع وتحويل الحق باطلاً والباطل حقًا لينالوا من الدنيا مأربهم ويكسبوا من السلطان بغيتهم
فلا يهم بعد ذلك مادام رضا السلطان قائمًا وعطاؤه دائمًا خربت الدنيا او عمرت المهم عند هؤلاء ان تعمر حياتهم وتمتلىء جيوبهم والحق لديهم فيما فيه مصالحهم متحققة واوضاعهم منتظمة وامورهم محكمة غير مبالين ولا متكرثين بما ضاع من حق وسلب من امر وتعدي من حد واختراق من حكم وظهر من جور
فترى احدهم يقف امام الملأ وعلى اسماع الناس يطلق من الكلام مايطلق مافيه من التدليس والفبركة وتحريف المعاني وتزوير المصاديق واظهار الباطل في لباس الحق والباس الحق برداء الباطل فيكون بذلك قد اشترى رضا المخلوق بسخط الخالق
وكم هي الحقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار قد حاول امثال هؤلاء طمسها وتغييبها واظهار الزيف محلها ولكن تبقى الحقيقة حقيقة والزيف لا موقع له من الاعتبار وان على وارتفع كحال هذا المتكلم والمتحدث في محضر يزيد بن معاوية فكان في حديثه وكلامه يستحضر من هو حاضر وهو يزيد ومقصي الخالق تعالى فهو في اشد الحرص في ارضاء المخلوق يزيد على حساب اسخاط الخالق تعالى
وقد ذهب فيما ذهب من اسخاط الباري ان تفوه من الكلام مافيه مساس باولياء الله العظام الذين ارتقى الدين بهم وارتفع وقام واعتلا الا وهم علي وابناءه الكرام الذين لم يكن همهم الا الدين وسلامته وقيامه واستقامته
وقد راحل هذا المأجور يلقي من هذيانه مايلقي من سباب وشتائم وتعريض ونيل من امير المؤمنين وابنه الشهيد الامام الحسين(ع)
وفي المقابل يرسل من المديح والثناء والذكر الجميل على من هم اعداء ومحاربين للدين والشرع وهما معاوية ويزيد وامثالهم الذين ماكان هم الا السلطنة والتسلط والملك والتحكم
وهذا ماجرى وحدث وكان حفيد امير المؤمنين علي (ع) السجاد علي حاضرًا قد سمع ماقاله هذا البوق بعد ان صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم بالغ في ذم امير المؤمنين والحسين الشهيد واطنب في مدع معاوية ويزيد فذكرهما بكل جميل فصاح به علي بن الحسين(ع)(ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار)
نعم هذا الخاطب وامثاله يفتتحون كلامهم بذكر الله والحمد له والثناء عليه ثم يشرعون فيما فيه رضا لغير الله وسخطًا له فكيف يكون هذا الخطاب جميلاً ولائقًا ؟
لان من السلامة بمكان ومن الصحة بموقع ان يكون بعد حمد الله والثناء عليه هو الذكر الجميل لاوليائه واحبابه وحملة شرعه وحفظة دينه فيكون بذلك اكتساب رضا الله ونعيمه واما ان يعقب الحمد لله والثناء عليه بذم اوليائه واحبابه والثناء على اعدائه واعداء اوليائه فإنه من السقم بمكان ومن الحماقة بمورد رمن يفعل ذلك انما يبتغي رضا هذا السلطان او غيره وان جرى معه سخط الرحمن وغضبه
وعلى كل حال من يكون هذا صنيعه وسلوكه فعاقبته ان يتهيأ لذلك المقعد الذي اعد له ولأمثاله في النار واما الذين صدقوا مع ربهم وانفسهم لم يكن في قرارهم بعد الحمد لله والثناء عليه الا ذكر ماهو مرضي له من الثناء والذكر الجميل لاوليائه واحبابه وذم ولعن اعدائه والتبرأ منهم والابتعاد عنهم فيصير بذلك الى رضا الله ورضوانه واكرامه وانعامه وعلى مقعد صدق عند مليك مقتدر لقوله تعالى في كتابه الكريم(في مقعد صدق عند مليك مقتدر)القمر|55
ومقعد صدق اي مجلس حق عند الله المالك المقتدر
–
نسأل الله المالك القادر ان يوفقنا جميعًا لمرضاته واجتناب سخطه وغضبه والسعي في ان نشتري رضاه بسخط اعدائه والسير السليم على ولاية اوليائه
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعه 10|8|1439 هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس