تنمية

من حلة محيش.. إيمان آل راشد تنقش الحناء في المكسيك.. بدأت رحلتها في الابتدائية ونقوشها زارت الصين وروسيا وروما

بواسطة : سناء آل حسين – القطيف اليوم – القطيف اليوم
2 أكتوبر، 2021

بينما كان أبناء الوطن يحتفون بذكرى عيد الـ91 على ضفاف خارطته، كان هناك عدد غير قليل منهم يشاركه احتفالاته ويرفع خفاقه الأخضر خارج حدود تلك الخارطة، كانوا يبثونه حبهم بطرقهم الخاصة، ويؤكدون انتماءهم له بلغات متعددة، ومن بينهم كانت إيمان سلمان حسين آل راشد، تلك التي قطعت الحدود والمسافات، وحلّقت على مدى يومين في أكثر من طائرة لتكون بين أبناء الوطن في المكسيك، ترسم حبها بقمع صغير وعجينة حناء، وهي تشارك السفارة السعودية هناك في الاحتفاء بالعيد الوطني.

أمضت إيمان ثلاثة أيام تقريبًا في المكسيك، بعد أن تلقت دعوة من وزارة الخارجية السعودية، حاملةً معها حرفة من الحرف التي تمارسها بعض فتيات الوطن، لتجاور عددًا من الحرفيين في فعاليات “أيام ثقافية سعودية”، وهي تنقش على أيدي السيدات بالحناء في ركن ازدحم ببنات حواء هناك، وكأنها تترك لهن ختمًا سعوديًا يبقى أيامًا في أيديهن، حتى انتهت رحلتها بتكريمها بدرع مطلية بالذهب، أهداها لها السفير السعودي بالمكسيك.

البداية شغف
الرحلة تلك لم تكن بداية ابنة حلة محيش في مشاركاتها الوطنية، ولا هي تمثيلها الأول للوطن خارج حدوده، بل إن تاريخها كـ”حناية”، حافل بالمشاركات الوطنية منذ عام 2013م، وحتى هذا العام، إلا أن رحلتها الأولى مع الحناء بدأت وهي طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها.

تعود إيمان بذاكرتها إلى تلك السنوات وهي تستذكر حكايتها مع تلك العجينة التي اعتادت النسوة تزيين أيديهن بها، وتقول: “النقش بالحناء كان جزءًا لا ينفصل عني، وقد بدأت حكايتي معه بشغفي به، حيث لم تكن تمر مناسبة دون أن أنقش يداي، حتى إنني لشدة حبي له أهديت معلمتي في الروضة كأسًا به عجينة حناء”.

وتضيف: “كانت خربشاتي تملأ كل شيء تلامسه يدي، ولأنني أحببته فقد أجدت زخارفه رغم صغر سني، ومازلت أتذكر ملامح من كانوا حولي حين كنت في العاشرة من العمر وأنا أرسم نقوشه، وأعينهم تنظر لي باستغراب؛ وكأنها تتساءل كيف يمكنني أن أتقن الرسم في هذا العمر”.

ابنة المتوسطة تنقش عروسًا
اتخذت آل راشد من الحناء هواية منذ صغرها كما أسلفت، تلك الهواية التي كانت تجاربها الأولى على نفسها وجدران غرفتها، وتجاوزت ذلك بتجارب أخرى على صديقات وزميلات مدرستها، بعد أن وثقن بها وهن يرين إتقانها لفن الرسم، إلا أن الهواية تحولت إلى مهنة ومصدر رزق، حيث تقول: “بين الصف الرابع أو الخامس الابتدائي بدأت أتعامل مع هوايتي كمهنة لي، وقد كنت أُسعد كثيرًا بالمبلغ القليل الذي أحصل عليه منها”.

لم يدر في خلد إيمان أن تكون شقيقتها هي أولى زبائنها من العرائس، سيما أنها لم تتجاوز المرحلة المتوسطة، تسترجع ذكرياتها مع تلك المناسبة قائلة: “أختي العزيزة كانت أولى زبائني كعروس، وقد أعطتني مبلغ النقش كاملًا، وأكرمتني بمبلغ إضافي كهدية، يومها شعرت بسعادة كبيرة تجاه ثقتها بي”.

من الحلة إلى شرق الصين
مع الممارسة بدأت نقوش إيمان تتطور أكثر وأكثر، وبدأت في بناء قاعدة جيدة من الزبائن، إلا أنها لم تكتفِ بأن تكون مجرد “حناية” تنقش يد السيدات في مناسبات أفراحهن فقط، بل قررت كغيرها من حنايات المنطقة أن تخرج بأقماعها وعجينتها السمراء إلى المهرجانات التي تقام في حدود المحافظة، ومن تلك المهرجانات انطلقت إلى أبعد من حدود القطيف، فشاركت في عدة فعاليات خارجها.

من الحلة إلى شرق الصين
مع الممارسة بدأت نقوش إيمان تتطور أكثر وأكثر، وبدأت في بناء قاعدة جيدة من الزبائن، إلا أنها لم تكتفِ بأن تكون مجرد “حناية” تنقش يد السيدات في مناسبات أفراحهن فقط، بل قررت كغيرها من حنايات المنطقة أن تخرج بأقماعها وعجينتها السمراء إلى المهرجانات التي تقام في حدود المحافظة، ومن تلك المهرجانات انطلقت إلى أبعد من حدود القطيف، فشاركت في عدة فعاليات خارجها.

وفي عام 2013م اختيرت هي والحناية غالية الثنيان بالترشيح للمشاركة في أكثر من فعالية دولية، لتمثلا الوطن خارجًا، وقد كانت مشاركتها الأولى في قرغيستان شمال شرق الصين.

وفي عام 2013م اختيرت هي والحناية غالية الثنيان بالترشيح للمشاركة في أكثر من فعالية دولية، لتمثلا الوطن خارجًا، وقد كانت مشاركتها الأولى في قرغيستان شمال شرق الصين.

وتصف لـ«القطيف اليوم» شعورها في تلك المشاركة بقولها: “شعرت بسعادة كبيرة، فقد كان الإقبال كثيفًا، إلا أن الوضع مرّ بخير وكما نحب، حيث إن المنظمين حولي كانوا يساعدونني في ترتيب الصفوف واستقبال السيدات الراغبات بتجربة نقوش الحناء”.

تاريخ يكتظ بالمشاركات
تزخر رحلة آل راشد مع الحناء بالعديد من المشاركات في عدة مهرجانات داخل المملكة وخارجها مع وزارة الخارجية، ومن بينها؛ مشاركة في العيد الوطني في مدينة بودابست، ومع حفل مرور 80 عامًا من العلاقات الدولية بين إيطاليا في روما والمملكة العربية السعودية.

وشاركت أيضًا مع وزارة الثقافة والإعلام في مدينة قرغيستان في بشكيك، وكذلك في روسيا، وألمانيا في مدينة برلين.

وكانت ضمن المشاركات بمهرجان بصمة سعودية في البرازيل، وآخرها كان في الأيام الثقافية السعودية في المكسيك.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى