تفادي إثارة الخلافات والخصومات
بقلم: جواد المعراج
المقدمة:
الخصومات والخلافات لها آثار تدميرية على النفس ومستقبل العلاقات الاجتماعية، وخصوصا وأن كل طرف يعمل على استغلال المواقف السلبية والعثرات والأخطاء المرتكبة، الأمر الذي يتطلب تحمل المسؤوليات الكبيرة، وذلك كي يتم تهدئة الأوضاع وعدم السماح بفتح المجال الذي يؤدي لاتباع أسلوب تصيد الأخطاء، نظرا لوجود أحقاد شديدة تهدف لإثارة الانفعالات النفسية مما يؤدي ذلك للشعور بالحقد والغصب والقهر والحسد تجاه الخصم أو العدو.
السيطرة على النفس والتعامل بمسؤولية مع الخلافات:
وبالتالي فإن العمل على التحكم بالنفس من خلال التخطيط والتركيز على الخطوات القادمة، وإستخدام الكلام اللين والطيب مع الأعداء أو الخصوم يؤدي إلى تهدئة النفوس المشحونة بأجواء العصبية والعنف، من أجل تسريع الخطى نحو احتواء الخلاف الطاحن الذي يحدث بالبيئة الاجتماعية، بمعنى آخر عدم تعطيل التفكير عن التعامل مع المعضلات الكبرى.
الكلام الطيب يهدف لتقريب القلوب بطريقة فعالة عوضا من الدخول في مناوشات كلامية ونبش الملفات القديمة، فالرجوع للخلافات السابقة يسبب ردود أفعال عنيفة لا تنسجم مع التفكير العقلاني، الأمر الذي يستدعي السيطرة على الأعصاب من أجل تحمل المشقة والتعب الشديد في الحياة الاجتماعية، وبالتالي فإن تحمل تلك المشقات والعقبات يساعد على تسريع خطى نحو إخماد النار المشتعلة، فهناك أطراف لا ترغب في تحمل المسؤوليات، مما يؤدي ذلك إلى إشعال نيران الصراعات الدموية التي يكون الهدف منها التركيز على السلبيات بدلا من التركيز على الإيجابيات، فهذه النوعية من الناس لا تسعى للتطور بل تسعى للانشغال بإثارة تصادمات تبقى لفترة طويلة من الزمن.
السيطرة على المشاعر والانفعالات النفسية:
والمقصود بذلك السيطرة على مشاعر القلق والاحباط والتوتر، فإن تلك الشاعر السلبية تجعل الفرد والمجتمع يخشى من فقدان الأرزاق والنعم ويخاف من تحمل الصعوبات والخلافات، وبهذا يتم تسريع الخطى نحو الفتور(قلة النشاط) والخوف من مواجهة الأزمات والظروف القاهرة، فالخوف يسبب حالة من الارتباك التي تجعل الإنسان يستسلم تجاه تحقيق الأهداف الكبيرة، خاصة أن عدم القدرة على امتصاص ردود الأفعال العنيفة يشكل خطورة كبرى على الوضع الحالي والمستقبل الخاص بالعلاقات.
من جانب آخر وجود من يميل للحقد ويعمل على تخويف وتحبيط من يسعى إلى حل الخلافات المعينة، ليبث الشعور باليأس في النفوس، وبالتالي شل حركة المبادرات الإيجابية التي تساعد على ترتيب الأمور بشكل تدريجي.
الظروف الصعبة التي يمر بها الفرد والمجتمع:
بطبيعة الحال كل إنسان ومجتمع إنساني قد يرتكب أخطاء ويمر بمصاعب ولكن يمكن أن يتجاوزها ويتغلب عليها من خلال التحلي بالهدوء عند حدوث أي مشكلة اجتماعية، إضافة إلى ذلك تقبل النقد وتحمل الانتقادات السلبية والاختلافات عن طريق الاتصاف بسعة الصدر، هكذا هي الحياة تحتاج لإنسان لديه طاقة نفسية إيجابية، وإرادة قوية، ونشاط وحيوية، فالإنسان الضعيف ينهزم أمام العوائق التي تحاول منعه بشكل قوي من تجاوز تلك الحواجز التي لا تحفز وتشجع الناس على مواجهة الصعوبات، فهي تعرقل النهوض والتقدم الاجتماعي.
خاتمة الموضوع:
إن على كل عدو أو الخصم أن يتعلم اتخاذ القرارات الواعية لكي يتعامل مع الطرف المعادي له بأسلوب لطيف وطيب، وذلك كي يتفادى إثارة الخلافات والخصومات، فمن الممكن أن يتحول الأعداء إلى أصدقاء وهذا طبعا يعتبر شيء ممتاز وعظيم جدا إذا تحقق، فهو يدفع البلاء والأمراض ويجلب الخير للفرد والمجتمع وهذا ما يفترض فعله، فهناك فئة من الناس تجهل مفعول الكلمة الطيبة على النفس فهي لها آثار كبيرة على القلوب، فمن يطلق الكلام الطيب فإنه يحب الخير لنفسه ولمن حوله، وبهذا يترك أثر جميل بين البشر.
أسأل الله أن يحفظ ويوفق الجميع.