مقالات

التحرك في الخفاء


✍جواد المعراج

التحرك في الخفاء يدفع للتعامل مع الخلافات والمواقف العدائية الشديدة بشكل واعي، الأمر الذي يساعد على تقليص فجوة الخصومة لإعادة المياه لمجاريها، وخاصة أن أصحاب الموقف العدائي يريدون اتخاذ قرار الخصومة نظرا لشدة الموقف، مما يستدعي ذلك التكتم الشديد وعدم الشعور بالتوتر والقلق الشديد تجاه الأعداء.

السيطرة على الغضب في فترة التحرك في الخفاء عامل مساعد على استكمال المهمة الصعبة من دون إظهار حالة اليأس تجاه المواقفة الصعبة، فالخصومة العنيفة لها تأثيرات تدميرية على التماسك الاجتماعية في حال عدم العمل على احتوائها بطريقة خفية، لهذا فإن انضاج المهمة بصورة متكاملة يحتاج الهدوء ووضع استراتيجية تغرض لمقاومة الضغوطات التي يمارسها العدو في مناطق الصراع.

وخاصة وأن أصحاب الموقف العدائي يمارسون ضغوطات نفسية شديدة كوسيلة لزعزعة الإرادة لدى الأطراف الأخرى، من خلال استغلال نقاط الضعف النفسية بغرض التخويف، وذلك من أجل أن لا يستكمل الآخر المهمة الصعبة التي ينتج عنها العقبات التي يمكن تجاوزها عن طريق التحرك في الخفاء والتحكم في مشاعر الخوف والإحباط.

وللتعامل مع الخصومة العنيفة يتطلب ذلك تشكيل قاعدة شعبية سرية ونفوذ اجتماعي سري يهدف لمقاومة الضغوطات التي تمارسها الشرائح الاجتماعية التي تحرض شرائح أخرى على نشر السلوكيات والأفكار العدوانية، وبالتالي فإن الحصول على تأييد شعبي بطريقة مناسبة يؤدي إلى تحريك الرأي العام نحو المسار السليم، من أجل احتواء ثقافة الخصومة التي لها تداعيات سلبية على الفرد والمجتمع.

تعزيز المشاريع السرية عامل مساعد على استكمال المهمات الصعبة التي تضع حاجزا أمام تنمية مستوى الإرادة لتحسين الأوضاع، وذلك من أجل توفير البيئة الإيجابية التي تعمل على احتواء ثقافة الخصومة.

وما يمكن تحقيقه بصورة إيجابية هو اتخاذ القرارات بشكل واعي من خلال التخطيط وتنفيذ الإجراءات السرية باتباع أساليب استراتيجية من أجل بناء المشاريع السرية بطريقة فعالة، والتي تعتبر وسيلة فعالة للتعامل مع الخلافات وتعزيز المبادرات بطريقة خفية.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى