دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين علام الغيوب وماتضمر القلوب وماتخفي النفوس وماووري عن العيون والصلاة والسلام على العلم العالم والهادي العامل المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(اعلم الامة بعد الرسول علي)
‏قال الرسول الاكرم محمد(ص)(‏اعلم امتى من بعدي علي ابن أبي طالب)
عظيم ان يكون الانسان عالما عارفا فقيها حاكما قاضيا محاميا ولكن ماهو اعظم وارقى ان يكون اعلم وافقه واقضى واعرف اهل زمانه وبذلك يكون محط رحال القاصدين والمريدين وتكون الامة بخير وسلام بل الانسانية عندما تقدم الاعلم والافقه والافضل على من هو دونه علمًا وفضلاً وفقهًا
وتكون في ارتطام والتباس ومعضل حين تقدم او يتقدم من هو اقل علمًا ومعرفة واحاطةً وقدرةً بل هي الكارثة والطامة حين يتقدم من لا علم له ولا معرفة وقد جاء التحذير والنهي من التقدم وفي الامة من هو اعلم منه ومن يفعل ذلك يعد مغتصبًا كما ورد في الحديث المبارك(من تقدم وفي الامة من هو اعلم منه كان غاصبًا)
نعم كما هو وارد في زجر ونهي اي شخص يتصدر ويتصدى لشؤون الامة وادارتها وهو لا يمتلك الكفاءة والاحاطة التي هي متوفرة في غيره
كذلك الحال في الامة ان لا تقدم ولا ترشح من اهو اقل قدرة وخبرة وعلمًا على من هو اقدر واخبر واعلم بل انما تقدم وترشح من هو اعلم واقدر
وهذا انما يكشف عن حسن صنيعها وسلامة اختيارها وصحة قرارها وجودة فعلها وحين يكون الامر خلاف ذلك بحيث تقدم او قدمت من هو دون على من هو ارفع واكمل ومن هو مفضول على الفاضل حينها يكون هذا الاختيار والقرار غير موفق وغير رشيد يعود عليها بالضرر والعواقب السيئة في الامور والقضايا ويوقعها في التأخر والتخلف ويحرمها من التقدم ومواكبة من تقدم ونهض
وهكذا دأبت رسالات السماء في تقديم وترشيح من هو الاقدر والاعلم في ادارة شؤون الامة وقيادتها وهذا ماذكره القرآن الكريم في قصة نبي من انبياء بني اسرائيل حين قالوا له ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل الله ، فكان الجواب بما يتوافق والحكمة والقدرة على ادارة هذا الامر (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة |٢٤٧
نعم القيادة انما تكون بالعلم والسلامة في الجسم لا في المال والحطام وبذلك يكون الانجاز والتقدم والفلاح والانتصار
وهذا ما اراده رسول الله محمد (ص) لامته حين اراد لها التقدم والعلو ان اختار لها رجلاً من بعده ليأخذ بزمام امرها وشأنها كما هو رسول الله (ص) من الاحاطة التامة والمعرفة الكاملة لينتهي بها الى بر الامان وساحة السلام
الا وهو امير المؤمنين وباب مدينة علم النبي علي سيد العارفين والمتقين وقالها رسول الله وقد نقلها صاحب رسول الله الوفي سلمان المحمدي قال : قال رسول الله (ص)(اعلم امتي من بعدي علي ابن ابي طالب)
وفي قول آخر قال (ص)(اعلم امتي علي بن ابي طالب)
وعن ابي امامة قال : قال رسول الله (ص)(اعلم امتي بالسنة والقضاء بعدي علي بن ابي طالب)
وقال (ص)(علي عتبة علمي)
وقال (ص)(انت باب علمي)
وقالها ايضًا (ص)(انا مدينة العلم وعلي بابها)
وهذا الكلام وغيره انما كان يقصد به رسول الله (ص) ان تسير هذه الامة سيرها التي كانت عليه في زمان نبيها لتحظى بسلامة امرها واستقرار وضعها ومما يدل على صحة وسلامة ماذهب اليه رسول الله في اختياره لامير المؤمنين علي لهذا المقام والمنصب هو اطلاعه التام على ماهو عليه علي من العلم والمعرفة والتي كان عليها نفسه (ص)
هذا ناحية وناحية اخرى في اهلية امير المؤمنين وقدرته على هذا المنصب هو استغناؤه عن الآخرين وعدم حاجته لأحد بل الكل هو في حاجة لعلي (؏) وانه عليه التحية والسلام لم يذكر عنه ان توقف او تلكأ او تردد او حار في مسألة من المسائل او قضية من القضايا بل كان فارس ميدانها وعالم شؤونها وعارف احكامها
فليت هذه الامة عرفت ماعرفه رسولها من شأن ومقام من يخلفه من بعده ويكون لها كما كان رسول الله (ص) ابًا وراعيًا ومدبرًا ومديرًا وعالمًا وحكيمًا كما قال رسول الله (ص) (ياعلي انا وانت ابوا هذه الامة)

‏نسال الله العلي العليم أن يجعلنا على هديه وهدي نبيه ووليه سائرين وعلى الصراط المستقيم ثابتين
‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٠|٧|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى