مقالات

الغذاء الصحي يقيك من السرطان

رضي منصور العسيف

قلت له ماذا تنتظر؟!
سمنة مفرطة، وزنك الآن 140 كيلوجرام …
قلت لك في الزيارة الماضية أن السكري على الأبواب، فماذا تنتظر؟! هل ستسمح له بالدخول؟!
دعني أخبرك شيئاً آخر.
أجابني وما هو أيضًا؟!
قلت له هل تعلم أن (السرطان) هو أحد مضاعفات السمنة المفرطة؟!
نظر إليّ متعجبًا …
لا تتعجب فقد تزيد السمنة من خطر الإصابة بالسرطان في الثدي والقولون والمستقيم والمريء والكبد والمرارة والبنكرياس والكلى والبروستاتا.
فماذا تنتظر؟!

سلوكيات غذائية خاطئة
للأسف (تدل أغلب الدراسات على أن حوالي 35% من إصابات السرطان سببها التغذية) حيث أن اتباع عادات وسلوكيات غذائية خاطئة في إعداد وتحضير الطعام قد تسهم في الإصابة بالسرطان، مثل:
1 ) تؤكد الدراسات الحديثة عن وجود علاقة بين الإفراط في تناول الدهون وارتفاع نسبة الإصابة ببعض الأمراض السرطانية وخصوصًا سرطان القولون والثدي والبروستاتا.
2 ) أوضحت الدراسات الوبائية أن الأغذية الفقيرة بالألياف الغذائية والغنية بالدهون تشكل عامل خطر لسرطان القولون.
3 ) هناك ترابط بين سرطان البلعوم وبين قلة تناول الأغذية والمغذيات مثل العدس، والخضروات الخضراء والفواكه الطازجة، والبروتين وفيتامين ( أ ، ج ) والريبوفلافين والمغنيزيوم والكالسيوم والزنك.
4 ) تكرار استخدام الزيوت في القلي حيث أن الأكسدة الناتجة عن تكرار القلي تؤدي إلى ظهور العديد من المركبات المسرطنة الضارة بالجسم.
5 ) زيادة الوزن أو السمنة تؤدي إلى حدوث خلل هرموني، وتغير في عملية الأيض نتيجة لتراكم الدهون في الجسم، مما يؤثر على آلية عمل الخلايا وحدوث سرطان.

أغذية غنية بمضادات الأكسدة
بإمكانك تقليل خطر الإصابة بالسرطان عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، وتُعتبر مضادات الأكسدة بمثابة المحارب الأساسي للشوارد، والتي توجد بكثرة في الخضار والفاكهة. وتكثر هذه المادة خصوصاً في الفاكهة والخضار ذات الألوان الطبيعية، فكل لون مرتبط بعناصر غذائية مختلفة ويحتوي على مضادات أكسدة وفيتامينات مختلفة تدعم عضوا معينا في الجسم.
لذا كان لابد من إعادة تصميم طبقك لكي تحتوي جميع وجباتك على تشكيلة من الخضار وكمية مناسبة من الفاكهة، ويجب أن يكون طبق الخضروات هو المحور الأساسي لوجبتك، لا أن يكون فقط طبقًا جانبيًا.

حمية البحر الأبيض المتوسط
يصفها البعض بأنها صديقة القلب، وتساعد في التخلص من السمنة، وعدوة السرطان. وقد أظهرت العديد من الأبحاث أن اتباع نظام غذائي متوسطي غني بالخضراوات والسمك وزيت الزيتون قد يقلل من خطر عودة الإصابة بسرطان الثدي أيضا.
تشمل المكوِّنات الرئيسية لحمية البحر الأبيض المتوسِّط ما يلي:
الاستهلاك اليومي من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.
استخدم الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون فهو المصدر الرئيس للدهون المضافة في النظام الغذائي المتوسِّطي.
استهلاك أسبوعي للسمك والدواجن والبقول والبيض.
حصص معتدلة من مشتقات الحليب.
استهلاك محدود من اللحوم الحمراء.
استخدم التوابل حيث تعزز الأعشاب والبهارات من النكهة وتقلل من الحاجة إلى ملح.
ابتعد عن السكر المضاف بمختلف أشكاله.
والحفاظ على النشاط البدني.
إن اتباعك لهذا الحمية سيسهم في تخفيض وزنك أيضاً، ويمكن لاختصاصي التغذية أن يساعدك في تخطيط وجباتك الصحية.

أعشاب طبية لمواجهة أمراض السرطان
وجدت الأبحاث أن بعض الأعشاب والتوابل تحتوي على مواد كيميائية نباتية تُسمى (Phytochemicals)، لها القُدرة على تحفيز الجهاز المناعي، وقد تُساعد على الوقاية مِن مرض السرطان، نذكر مِنها:
الكركم:
للكركم أهمية عالية، ويعود السبب في ذلك إلى مادة الكركمين الموجودة فيه، إذ أثبتت بعض الدراسات أن هذه المادة تمنع تشكل ونمو وانتشار الأورام السرطانية، ما يجعلها من التوابل المهمة في علاج السرطان والوقاية منه. علمًا أن للكركم تأثير فعال بالنسبة لسرطان الثدي.
القرفة
منذ آلاف السنين استخدم الصينيون القرفة في العلاج. وتعود فائدتها العلاجية إلى مستخلص القرفة المضاد للأكسدة، ما يعني أنه يحمي الجسم من التلف التأكسدي الذي تسببه الجذور الحرة، والمسببة لموت الخلايا سريعًا. فضلا عن أن هناك دراسات أثبتت دور مستخلص القرفة الفعال في علاج سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان البنكرياس.
القرنفل
للقرنفل أهمية كبيرة بعلاج مرض السرطان، فبفضل مادة “الاوجينول” يمنع القرنفل تحول الخلايا السليمة إلى خبيثة عبر المواد المسرطنة. كما أن القرنفل يقلل كثيرًا من خطر الإصابة بسرطان الكبد والقولون ويحد من انتشاره أيضا.
الزنجبيل
يحتوي الزنجبيل على الكثير من المواد المضادة للأكسدة، والتي تساعد في الوقاية من التعرض إلى الخلل الذي يصيب الخلايا، لذلك يجب الحرص على شرب كوب من الزنجبيل يومياً للوقاية من السرطان.

ختاماً: إن العودة إلى الغذاء الصحي والابتعاد عن الأغذية المحفوظة والمصنعة، هي أفضل وسيلة للوقاية من السرطان بمختلف أشكاله.

المصادر:
التغذية العلاجية، د. خالد بن علي المدني.
الغذاء والتغذية، د. عبدالرحمن مصيقر.
العيش المضاد للسرطان، د.لورنزو كوين، و د. أليسون جيفريز

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى