دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي خلق فأحسن وبرأ فأتقن وجاد فاسبغ واعطى فاوسع والصلاة والسلام على صاحب الخلق العظيم والمقام الرفيع والموضع الجليل المصطفى محمد وآله الانوار الطيبين الطاهرين
(بحسن الجوار تكن مسلمًا)
‏قال الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب(ع)(واحسن جوار من جاورك تكن مسلمًا)
الاسلام والمسلم هو معنىً وسلوكًا بعد كونه اسمًا وعنوانًا ، وحتى تكون الصورة واضحة وجلية وناصعة وزهية لابد بالاخذ بكلي الجانبين والوجهين
والاسلام من حيث هو اسلام بظاهره ووجهه البارز امر حسن وجميل وطيب ورائع ولا يكون الانسان مسلمًا ومحسوبًا على الاسلام بعد الاقرار به والايمان به الا حين الامتثال والعمل والتنفيذ لأوامره وتشريعاته
والا اذا لم يكن ذلك فلا ثمرة ولا نتيجة من ذلك الاقرار والاعتراف
والحال يكون اقر او لم يقر بالاسلام فهو سيان اي الامر واحد
نعم وكما مضى من القول ان الاسلام والاقرار به والعمل باحكامه امر رائع وطيب
ولكن ينبغي الامتثال والعمل بجوهر ومعدن الاسلام والوقوف على روحه ومعناه
فالاسلام كله فضائل ومناقب ومحاسن ومآثر ومكارم ومعالم وفي المقابل فهو خالي من النواقص بعيد عن المساوئ نظيف من المعائب
وعلى هذا من يريد ان يكون مسلمًا لابد وان يكون بالمستوى المناسب واللائق بالاسلام من حيث التسربل بسربال الفضائل والتلبس بلباس المكارم والتزين بزينة المحاسن والارتقاء في المناقب
فيصير بذلك اسلامًا متحركًا وقرآنًا ناطقًا وكتابًا متكلمًا
نعم هذا هو المسلم النموذج والمثال والذي ينبغي ان يظهر بهذا السلوك حقيقة ومعنى الاسلام الذي ينتسب وينتمي اليه
فهو بسلوكه وسيره قد اصبح سفيرًا او مبعوثًا لدينه وشرعه
وليس الاسلام كما هو عليه جماعات واناس من التسيب والتهاون والتعامل المجافي لروح الاسلام وسماحته
وبهذا يقدم هذا الفريق الصورة السيئة عن الاسلام ويكون قد اساء للاسلام وهو يظن انه يحسن ، ولكن هيهات اذ ان الاسلام كله احسان وتسامح وحب وعطف ورحمة وتقارب
وحين يرى شخص او فريق يتعاطى خلاف ذلك فهو ليس من الاسلام بشيء وان كثرت عباداته وطاعاته وحسناته وعطاءاته
اذ يقول الامام الرضا (؏)(ليس العبادة كثرة الصلاة والصيام وانما العبادة كثر التفكر في امر الله تعالى)
والتفكر في امر الله يعني النظر في العواقب والمنتهى والخاتمة
اي هل يختم لك بخير وتكون عاقبتك حسنة بالصلاة والصيام وغيرهما وباجتناب معاصي الله تعالى والاحسان الى عباده والكف عن ظلمهم واذاهم
فتكون بذلك مسلمًا حقًا تستحق بذلك السلامة والنجاة يوم القيامة وهذا هو نهج اهل الاسلام والايمان وعلى رأسهم رسول الاسلام محمد (ص) واهل بيته الاطهار واصحابه اهل الوفاء الذين قدموا اروع الصور وازهى المواقف واحسن الصفحات عن الاسلام من حيث العمل بالاسلام ظاهرًا وشكلاً ومعنىً ومضمونًا وقد سطرها سبط الرسول ونجل المرنضى وابن البتول الامام ابو محمد الحسن بن علي (؏) بقوله حيث قال (واحسن جوار من جاورك تكن مسلمًا) وقد جسد هذا بفعله وسلوكه اذ كان في مجاورته للآخرين احسن ماكان من المجاورة من حسن تعامل وعطاء وحلم وصفح وعلم وارشاد ، وقد وازن بحلمه الجبال كما قالها عدوه اللدود مروان بن الحكم
وكيف لا يكون ذلك وهو بن الوحي وربيب النبوة وصنيع الامامة وهو واخوه سيدا شباب اهل الجنة كما قالها جدهما رسول الله (ص)
فهو بذلك جدير ان يكون خلفًا لأبيه امير المؤمنين ولجده رسول الله (ص) وان يكون سادنًا وامينًا للاسلام وراعيًا وامامًا للمسلمين في هذه الدنيا كما هو امامًا وسيدًا لاهل الآخرة والجنة واخوه الامام الحسين (؏)

نسأل الله العلي الكبير ان يجعلنا ممن يحسن المجاورة والسيرة لننال شرف الاسلام ورضا الرحمٰن انه ربنا جواد كريم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الميامين الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٧|٢|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى