دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين آل خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين واكرم الاكرمين وارحم الراحمين واحكم الحاكمين والصلاة والسلام على النبي الخاتم ابي الزهراء فاطم واخي الوصي العالم ووالد السبطين في العوالم وآله الاخيار الابرار الطيبين الطاهرين
(اكرم الناس على الناس)
‏قال الإمام زين العابدين وسيد الساجدين ابو الحسن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (؏)(اكرم الناس على الناس من كان خيره عليهم فايضًا)
ان يكون الانسان من كرام الناس امر عظيم وشأن رفيع ومقام عالي وهذا انما يكون حين يتسم ويتصف بمكارم الاخلاق وحسن الصفات في ساحته ونفسه ومقامه
وحين يتقدم اكثر ويستفيض اوسع ويمتد ابعد اي حين يكون خيره واحسانه وجوده واياديه فايضة وغامرة على الناس حينها يصبح اكرم الناس واحسن واطيب الناس على الناس في الناس
ولا يكون ذلك الا حين يكون مصحوبًا وممزوجًا بتقوى الله تعالى وخالصًا لوجهه الكريم وهكذا فعلها اهل التقوى والايمان امير المتقين علي واهل بيته الاطهار بعطائهم وفيضهم واطعامهم وقد قالوا عليهم السلام (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) الانسان |٩
فالعطاء وماتعنيه كلمة العطاء من معنى وفي كل الميادين والمجالات وليس مقصورًا على جانب معين او محدد فالعطاء يمكن ان يكون تارة بالمال او بالكلمة والى ما هنالك من مجالات الى منتهى العطاء واعلاه وهو عطاء الروح والنفس في سبيل الله وعباده والدفاع عن دينه وعن المظلومين من عباد الله تعالى
وبعدها ينتهي الى ذروة البر وسنام الاكرام عند الله تعالى اذ انه كما يقول الرسول الاكرم محمد (ص)(فوق كل ذي بر بر حتى يقتل المرأ في سبيل الله فما فوقه من بر)
هذا في ساحة الله جل ذكره وكذلك في ساحة بني الانسان حين يتقدم ببره وسعيه وعطائه وفيضه ومعروفه واحسانه ينال بذلك ماهو لائق ومناسب مع ذلك الحال ان يكون اكرم الناس على الناس ويكون اكثر اكرامًا واعلى مقامًا على الناس حين يقدم نفسه وروحه لهداية واصلاح وانقاذ الناس وخلاصهم من معاضلهم وملماتهم ونائباتهم كما فعلها رسول الانسانية محمد(ص) وهكذا من بعده اهل بيته الاطهار والمخلصين من اصحابه الكرام
حيث انه حمل على عاتقه اعباء هداية وانقاذ واصلاح هذه الانسانية واسعادها هو واهل بيته واصحابه الخلص
فاستحق بذلك ان يكون اكرم الناس على الناس بما قدمه وافاضه وبذله للناس
وكذلك فعلها سبطه وريحانة قلبه وراحة نفسه سيد شباب اهل الجنة هو واخوه الحسن المجتبى (؏) فصارا بهذا السلوك والسعي ليس اكرم الناس واحسنهم في الدنيا وحسب بل واكرم واخير الناس في الجنة وهذا ماقاله جدهم محمد (ص)(الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)
نعم ان يكون الانسان سيدًا واكرم الناس في الدنيا هذا شيء كبير وعظيم ولكن ما اعظم واكبر ان يسعى ان يكون سيدًا وكبيرًا في الآخرة كما هو حال سيدي شباب اهل الجنة الحسن والحسين ومن بعدهم السادة الكرام من ذرية الامام الحسين وعلى راسهم ومقدمهم سيد الساجدين وزين العابدين الذي ما انفك ولا انقطع ولا قل او ضعف في عطائه وبذله وارشاده وهديه وعنايته لهذه الانسانية ولا سيما امة جده رسول الله فصار ليس فقط سيد الناس وانما صار الى اعظم من ذلك الا وهو سيادة الساجدين وزين العابدين من ابناء الانبياء والمرسلين وهذا ماكان يقوله صاحب رسول الله ومحب اهل بيته جابر بن عبد الله الانصاري (والله مارؤي في اولاد الانبياء بمثل علي بن الحسين الا يوسف بن يعقوب (؏) والله لذرية علي بن الحسين افضل من ذرية يوسف بن يعقوب وان منهم لمن يملأ الارض عدلاً كما ملئت جورًا)
نعم هذا هو زين العابدين وسيد الساجدين الامام علي بن الحسين (؏) فهل في هذه الامة في زمانه مثله ناهيك من ان تجد افضل منه؟
فحري بهذه الامة ان تسلم زمام امرها وقيادتها له لا الى غيره كمروان بن الحكم ومن سبقه يزيد واضرابه الذين لم يجلبوا لهذه الامة الا الضرر والعنت
بينما الامام السجاد ومن سبقه من آبائه واجداده ماكان منهم لهذه الامة الا العزة والكرامة والصحة والسلامة والصلاح والهداية

نسأل الله المولى الكريم ان يهدينا بهديه ويوفقنا لطاعته والسير على نهجه ونهج نبيه واهل بيته الاطهار إنه السميع العليم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الانام محمد واهل بيته الكرام الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٩|١|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى