مقالات

شعر: دليل المتحيرين

دليل المتحيِّرين
في الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

أتشعرُ حيراناً بما فيه أشْعرُ?!
كأنَّ الرياحَ الناشطاتِ تزمجرُ
كأني أحسُّ الوقتَ ينزفُ بعضهُ
كأن الليالي كلُّها تتأخرُ
أتسمعُ في الأعماقِ صرخاتِ باطنٍ?
على أنةِ الأوجاعِ في الروحِ تَحفرُ
وقفتُ كأنَّ الموتَ قد كانَ شاخصاً
ولكنهُ أعمى وقد كادَ يبصرُ
تخبَّطَ عشواءً وفي حينِ غفلةٍ
من الناسِ في كرٍ وفرٍ يبعثرُ
كأنِّي وتلكَ السائقاتُ لدهشتي
على قبةِ الأوجاعِ أضحت تكبرُ
وشاهدتُ كلَّ الناس في التيه قد مضوا
ولم يبقَ شبرٌ في الميادين أخضرُ
فيممتُ نحو الغوث والله مقصدي
وأحرمتُ مضطراً بما كنتُ أقدرُ
إلى دورِ أهلِ الذكرِ والفضلِ والعلا
بيوتٌ لها الرحمن قد قال أبشروا
بني شيبة الحمد الأولى شاع ذكرهم
لهمْ آية التطهير جهراً تُبشِّرُ
إلى طورِ سيناء التي خفَّ أهلها
ففيها يقينُ الطالبيين جعفرُ
بقيعٌ غدا أفقُ السماءِ قبابهُ
وتسبيحُ جبرائيل درٌ ومرمرُ
فلا تنقضي الحاجاتُ إلا ببابهِ
وبابٍ لأباءٍ وأبناءَ هُجِّروا
أتيتُكَ بالحاجاتِ عن كلِّ مؤمنٍ
ومؤمنةٍ والسوء للقلب يَعْصِرُ
إذا كنتُ من قبلُ أتيتُ كبائراً
فكل عظيمٍ عند ذي العفو يَصغرُ
أما كان في بلقيسَ والعرشِ آيةٌ
إليها سليمانٌ على الفضلِ يشكرُ
ويوسفُ بعد الجبِ والسجنِ والأذى
له آلَ أمرُ اليسر والناس أعسروا
وموسى بوادٍ قد تجلى له الذي
إذا ما نظرنا في البراهين يَظهرُ
وعيسى بأمرِ الله قد جاء نفخةً
ويخلقُ طيراً كان طيناً ويَفْطرُ
وفيكم لإبراهيمَ والنارِ آيةٌ
سلامٌ وبردٌ حين نمرودَ يُسعِرُ
وأنتَ الذي قد كان خير الورى لهُ
أبٌ من معاليه العظيمة يُنهرُ
نبيٌ له علم الكتابِ وحكمةٌ
وقرآنه هدياً ونوراً يفجِّرُ
وأنت الذي من فاطمٍ كنتَ سِرَّها
وأما أبوك (الجد) فالجدُ حيدر
ومن حسنٍ أجريت جوداً ورعةً
بما تشهد الأعداء حقاً ويبهرُ
وقد كنت في صلب الحسينِ الذي قضى
بجنبِ فراتٍ من بني الكفر ينحرُ
وزينُ عبادٍ كنتَ نوراً بوجههٍ
وباقر علم الآل من كان يزهرُ
فهل مثلكم قد أوجد الله واحداً
فحقٌ علينا مجدَ علياك نعبرُ
أقمنا على باب العزيز وإننا
مكثنا ولمْ نبرحْ وذو الهمِّ يصبرُ
وإنَّ انتظاراً للملحين شأنهُ
كشأنِ غريقٍ نحو قاعٍ يُدَحْدِرُ
بضاعتنا المزجاة والضُّر مسنا
ويونسنا في الحوت والحوت يبحرُ
وأنت الصدوقُ الصادقُ البرُ والتقى
وباب به الرحمن للناس يَنْظرُ
فهبنا صبرنا عن وباءٍ وفتنةٍ
فهل يا ترى للموتِ والفوتِ نصبرُ
إذا أقبلتْ تلكَ الجوائحُ بغتةً
فمِنْ بعدِ أمرِ الله منكمْ سَتُدْبرُ
وإنْ كُسّرتْ منا قلوبٌ وأنفسٌ
فمن عطفكم واللطفِ والحبِ تُجْبَرُ
لساني لكمْ يتلو الفضائلَ حيثما
أقلَّتْني الغبرا ء بالجبتُ أكفرُ
وإنّ اتصالي بالميامين جوشني
وكم ألعنُ الطاغوتَ فرضاً وأهجرُ
سلامٌ على أرضِ البقيعِ ومن بها
وبوركَ منْ في القبرِ ذو الخيرِ جعفرُ

تمت بحمد الله
٢٥ /١٠/ ١٤٤١
18/6/2020
علي مهدي المادح

القطيف حلة محيش

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى