دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لا يماثله في جوده جواد ولا في انعامه منعم والصلاة والسلام على من اعطى واتقى وصدق بالحسنى الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(بذل المهجة اعظم البذلين)
قال الامام جعفر بن محمد الصادق (ع)(وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة والعمى والشك والارتياب الى باب الهدى من الردى )
كم هو الانسان عظيم حين يسعى ويجتهد في تحصيل المال والثروة ويحسن ويجيد التصرف في ذلك
وذلك من خلال مايظهره في شؤونه الحياتيه واموره المعاشية وابرز مايكون من حسن التصرف فيما هو فيه ان يشتري بما حازه وناله الدار الآخرة لقول الله تعالى
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ) القصص |٧٧
هكذا يريد الله للانسان ان يتجه بما يحصل عليه من الدنيا نحو الآخرة وكسبها والفوز بها
وفي المقابل الالتفات المحدود الى الدنيا بما يصلح به شأنه الحياتي
وكذلك يغرس في نفسه شجرة الحب الى الآخرين وذلك عبر الاحسان اليهم ومد حبل العون لهم
ومن هنا تظهر وتبرز عظمة الانسان ومكانته لما هو مقدمه وباذله في سبيل الله تعالى وعباده
والا كم من الاشخاص في التاريخ ملكوا وحازوا من المال الا انهم ذهبوا من الحياة ولا شيء يذكر لهم الا ماهو سيء بينما ترى اشخاص آخرين نالوا من المال مانالوا الا انهم اتجهوا به نحو من منحهم المال الا وهو الله تعالى
فكان كل اجتهادهم وسعيهم في تحصيل المال ان يسخروه فيما يرضي الله تعالى واعانة عباده
وقد نالوا بذلك الجزاء العظيم ولكن ماهو اعظم من هذا الجزاء ان يبذل الانسان مع بذل ماله ان يبذل مهجته وروحه التي هي اغلى واعز مالديه
كما يقول الامام الحسين (ع)(انفس مالديكم انفسكم فلا تبيعوها الا بالجنة)
نعم المال نفيس وغالي وعزيز ولكن النفس انفس واغلى واعز لذلك يبذل الانسان كل مالديه لسلامة وحفظ نفسه
ولكن حين يتعرض دينه وشرعه الى خطر واعتداء
فإنه ليس يفديه بماله وملكه وحسب بل بما هو اعز وانفس الا وهي روحه ومهجته التي بين جنبه
وهذا مافعله واقدم عليه ابو عبد الله الحسين (ع) حين اصبح الدين في خطر والشرع الى زوال فما كان منه الا ان يتقدم وبكل مالديه من وسائل وسبل لإنقاذ الدين وحمايته سواءً بالمال او الكلام والحديث او بما هو اعظم الا وهي نفسه الشريفة والعزيزة
فتحقق بذلك للاسلام عزته وعنفوانه وشموخه واخذ طريقه للانتشار والانطلاق بعد ان اُريد له الانقباض والانزواء
هكذا يصور لنا هذا الشاعر هذه الصورة التي اظهرت تلك التضحيات والاعطيات العظيمة التي قدمها سيد الشهداء الامام الحسين(ع) بقوله:
بقتله فاح للاسلام نشر هدى
فكلما ذكرته المسلمون ذكا

هكذا كان بذل الامام الحسين للدين اولاً لانقاذه من ايدي العابثين والمعتدين والفاسدين المنحرفين
وكذلك لانقاذ عباد الله من الجهالة وحيرة الضلالة ثانيًا
كما قال حفيده الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع) وهو يخاطب الله تعالى قائلاً (وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة والعمى والشك والارتياب الى باب الهدى من الردى )
نعم هكذا كان الامام الحسين (ع) كجده وابيه وامه واخيه (ص) همهم واهتمامهم الاكبر هو سلامة الاسلام وصيانة الدين ولذلك فقد بذلوا في ذلك انفسهم ومهجهم وارواحهم
وكذلك الاهتمام والعناية في سبيل انقاذ العباد وخلاصهم من الجهالة وحيرة الضلالة واعادتهم الى جادة الحق
وتخليصهم من العمى والشك والارتياب والاخذ بهم الى باب الهداية والصواب
كيف لا وهو مصباح الهدى وسفينة النجاة كما قال الله تعالى عنه وقد سجله على يمين عرشه
(الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)

‏نسأل الله المولى الكريم ان يمن على هذه الامة بل كل الامم ان تحط برحلها في ساحة الهداية والنجاة المتمثلة في نهج الامام الحسين ونهضته (ع) التي هي نهج الله تعالى ورسوله
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٠|١|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى