دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل رضاه في طاعته وسخطه في معصيته والغناء في عبادته والشقاء في مخالفته والصلاة والسلام على خير البرية وسيد البشرية المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(مايدخل الانسان في دين الله او يخرجه)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(من ارضى سلطانا بما يسخط الله خرج من دينه)
الله سلطان السموات والارض ومن يطعه ويعبده ويلتزم بأمره يدخل في سلطانه ودينه ومن يفعل خلاف ذلك يخرج من سلطانه ودينه ويدخل في سلطان ودين الشيطان والدخول في سلطان ودين الله يعني الدخول في رضا الله ورحمته وهذا انما يتحقق عبر الالتزام بأوامر الله واحكامه والقيام بما يرضي الله من قول او فعل او سلوك
وهذا هو المعنى الحقيقي للدخول في دين الله
ومن يتنصل عن ذلك ويذهب بطاعته وعمله في ظل سلطان مخالف وعاصي لله فهو بذلك يخرج من دين الله ويدخل في سلطان الشيطان
ومن هنا نقول ان السلطان الذي ينبغي ويجب طاعته هو ذلك السلطان الذي تمثل في حياته بطاعة الله والالتزام بدين الله تعالى وعمل بهدي الله ورسوله وساس الناس بما هو عليه من الصلاح والخير والنفع ودعاهم لما يرضي الله ونهاهم عما يسخط الله وبهذا تكون طاعته طاعة لله تعالى ومعصيته معصية لله تعالى
ومن تكون سيرته وسلوكه على خلاف ذلك تكون طاعته خروج عن الدين وابتعاد عن الله تعالى
ولا اظن ان احد يرتضي لنفسه ان يكون خارج عن دين الله وبالتالي يكون الدخول في سخط الله وعذابه
وقد جاء في الحديث المبارك عن رسول الله (ص)(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)
فالطاعة للسلطان واجبة مادام هذا السلطان طائعا لله ومتبعا لشرعه وملتزما بحكمه
واما اذا كان عاصيًا ومخالفًا لله ولدينه فلا طاعة ولا بيعة له اذ ان الطاعة والبيعة لسلطان الجور والاثم والعصيان تعد معصية لله تعالى ومخالفة لدينه عز وجل
والسلطان انما يبايع ويتبع ويطاع لأن ذلك بيعة واتباع وطاعة لله تعالى
وحين يكون هذا السلطان او ذاك غير عامل للدين ولا ملتزم بطاعته فكيف تنتهي البيعة له الى البيعة والطاعة لله تعالى؟
اذ انه كله معاصي وذنوب وبهذا كما يقول رسول الله (ص)(لايطاع الله من حيث يعصى)
اذ ان من المقطوع والمفصول به ان المعصية ابدًا لا تؤدي الى الطاعة ،لا وابوك
اذ ان الطاعة لله تكون طاعة حين تكون خالصة من شوائب المعاصي والمآثم
فالسلطان الذي ينبغي ان يطاع ويرضى هو ذلك السلطان الذي كان لله طائعًا وبدينه عاملاً ولحدوده ملتزمًا ولاحكامه منفذًا بحيث يكون بذلك الالتزام والعمل ظل الله في ارضه كما ورد في الحديث المبارك (ان السلطان العادل ظل الله في ارضه)
وعند الاتباع والطاعة والبيعة له هي بيعة واتباع وطاعة لله تعالى ودخول في دين الله ونيل رضا الله تعالى وفي المقابل ينبغي للانسان المسلم ان يتجنب ولاية وامامة وسلطان اهل الخلاف والعصيان وإمارة الجور والعدوان ورفض طاعتهم ورد اوامرهم لان في طاعتهم معصية لله تعالى وخروج عن دينه واذا ماخرج الانسان من دينه اصبح من الخاسرين والمغضوب عليهم من رب السماء
والانسان هو على الدوام يتطلع ان يكون من الفائزين والمفلحين وطريقه الى ذلك ان يرفض طاعة سلطان الجور والظلم وفي رفضه طاعة ورضا الله تعالى
وهذا ما نبه عليه رسول الله (ص) بقوله ( من ارضى سلطانا بما يسخط الله خرج من دينه)
وهذا معلوم حين يخرج الانسان من الدين يعني انه طرد نفسه بنفسه من رحمة الله ورضاه الى لعنة الله وسخطه
فالذين يتزلفون ويداهنون سلاطين الجور والفجور انما يحققون بذلك تعاستهم وشقاءهم وخروجهم من الدين وفي سبيل ان يرضى عنهم هذا السلطان او يمنحهم بشيء مما عنده من فتات
متغافلين او متجاهلين او متعنتين على سلطان الله ومتجاهرين بمعصيته حين اقدموا على طاعة وارضاء العصاة من سلاطين الجور
وحينها فلتتبوأ مقاعدهم من النار ومجالسهم من العذاب
وهذا ما اشار اليه وقاله زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين الإمام الى ذلك الخطيب والمتكلم الذي كان هدفه وقصده ان يشتري مرضاة المخلوق بسخط الخالق فقال (ع)(لقد اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار )
اذن الطريق واضح والامر بيّن فمن اراد رضا الله ورضوانه فدربه الى ذلك طاعته وعبادته وتجنب طاعة واتباع المخلوقين العصاة سواءً كانوا سلاطين او انصاف سلاطين

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا لما يرضيه ويعصمنا عما يغضبه ويسخطه
إنه ولي التوفيق ‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢|٤|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى