دينية

كلمة الجمعة: لسماحة الشيخ حسين آل خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏ ‏الحمد لله رب العالمين قاصم الجبارين ومبير الظالمين وناصر المستضعفين ومنجي الصادقين والصلاة والسلام على الرسول المسدد والنبي المؤيد ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
(معركة بدر نصر بنصر)
‏قال الله تعالى في كتابه الكريم(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد|٧
عادةً ماتجري الامور بأسبابها وتتحقق النتائج بمقدماتها وتظهر الثمرات بمعالجاتها والانجازات بمساعيها والتطورات بعزائمها وهكذا هو النصر والظفر حاله كبقية الامور في حدوثه وجريانه ووقوعه وتحققه اذ ان النصر ماهو الا نتيجة وثمرة ينالها الانسان ويحصل عليها ولكن بعد مايكون منه البذل والعطاء والتضحية والفداء والصبر والثبات
واخذ النصر ونيله ماهو الا عوض عما كان من العطاء والجود اذ ان العطاء يتولد منه العطاء
والنصر ثمرته النصر والخير يعقبه الخير
(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ)المزمل|٢٠
اذ ان الخير صفحاته ووجهاته كثيرة وواسعة ولكن رأس الخير ووجهه هو الانتصار للخير والفضيلة
كم هو الخير عظيمًا وجليلاً حين يتحقق عبر بوابة الجهاد والنصر
وهذا ماحدث وجرى في يوم بدر وعلى يدي رسول السلام ونبي الاسلام وداعي الخير محمد ومن كان معه من اهل الصدق والاخلاص
وبعد معاناة ومواجهات بين فريق التوحيد والايمان وفريق الشرك والكفر
تقع المواجهة المباشرة بين الفريقين وفيها تكون النتيجة من حليف التوحيد والايمان
وهذا ماكان الا من فضل الله تعالى وعزته مجازاة ومكافئة لهذا الفريق الذي بذل كل مالديه وقدمه من اجل الله تعالى ودينه فكان منهم الصدق ومن الله لهم الوفاء
وهكذا جاء الخطاب الرباني لعباده المؤمنين بقوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد|٧
النصر لله انما يكون بالنصر لدينه فمن يسعى لنصر دين الله واعلاء كلمته يلقى في قباله النصر وثبات الاقدام بعد ثبات القلوب
فمعركة بدر العظمى والكبرى هي احدى المنن والمنح الالهية التي فيها تحقق الانتصار على فلول الكفر والجهل
وهي احدى المحطات التي منها يمكن ان تتزود هذه الامة وتتقوى وتنهض وتنطلق في الحياة وبكل عزم وثبات في مواجهة المصاعب والمتاعب والظروف القاسية والرياح العاتية والاعداء العادية
تأسيًا وتمثلاً بنبيها ومن صحبه وشاركه في نهضته في سبيل احقاق الحق وابطال الباطل واعلاء كلمة التوحيد ورفع راية الدين خفاقة وتطهير الارض من دنس الغُزات والمستعمرين
ومن هنا يمكن القول اما ان نكون مع الرسول (ص) في هديه ورشده وسلوكه وسيرته وبالتالي رفض الكفر والجور والتبرؤ من الشرك والالحاد
والالتزام بالتوحيد والدين والعمل به والدفاع عنه او الكون في مركبة الغازي والمحتل والمحارب لدين الله ولعباده وهذه هي الخيانة والمحاربة لله ولعباده
وبالتالي تحرم نفسك من نصر الله تعالى لعدم انتصارك لدينه بل ينزل عليك الكبت والذل والهزيمة والخسران والعذاب الاليم
واما الذين اتجهوا او توجهوا وتقدموا لنصر دين الله وحفظه ينالهم من الله النصر والتوفيق والعزة والكرامة والفوز في الدنيا والسعادة في الآخرة

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا للالتزام بدينه وخدمته والسعي للانتصار له واعلائه وان ينصرنا على عدوه وعدونا انه قوي عزيز
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٨|٩|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

زر الذهاب إلى الأعلى