مقالات

الإدمان على الكتابة

بقلم: جواد المعراج

تعتبر الكتابة من أهم الأمور المفيدة للإنسان، والتي قد يحتاج إليها في حياته الدراسية أو الوظيفية أو الحياة العامة، وممارستها في أوقات الفراغ قد تكون هواية ولها فوائد متعددة للكاتب نفسه، فهي تجعل الفرد يتخلص من الروتين اليومي الممل وتنهض به روحيًا وعقليًا.

فمثلًا إذا كنت في إجازة شهرية أو أسبوعية، واستيقظت من النوم في الصباح فتبدأ يومك في التفكير بكتابة مقالة أو كتابة عبارة قصيرة؛ فهذا الأمر يجعلك تشعر بالإنجاز والقيمة في داخلك وأنك أنجزت أمرًا في يومك وملأت فراغك النفسي والعاطفي، وهذا يكون أفضل للشخص من ناحية منعه عن التفكير في الأمور غير المهمة أو التي تضايقه.

إن عادة الكتابة نوع من الإدمان فعندما يفعّل الفرد هذه العادة بشكل جزئي في أوقات الفراغ، فإنه سيتعود على ممارستها ولن يستطيع تركها، بل سوف يدمن عليها فهي كالجرعة المخدرة للعقل والعنفوان الروحي كما أنها تجعل الفرد يعشقها وتساعد على نسيان الهموم التي تقلقه، وتؤدي كذلك إلى تحفيز الذات الإنسانية، بالإضافة إلى أنها تدخل القارئ في عالم مليء بكل أنوع المعارف والعلوم والفوائد الثقافية.

ثم إن مزاولة الكتابة تجعل الشخص يكتشف مميزاته وخصائصه الشخصية. وينتج عنها منافع إيجابية مشرقة، فالإنسان الذي يزاول الكتابة باستمرار ويتعمق ويتدبر فيها؛ سينهض بالطبع بذاته إلى الأفضل؛ فالكتابة دون التدبر والتعمق لا تكفي أبدًا بمفردها؛ بل يجب أيضًا التعمق والتدبر فيها ليستمر الفرد في اكتساب مهارات اجتماعية ومعرفية جديدة.

ومعنى التدبر هو التأمل في معاني الأشياء والنظر في عواقب الأمور، ومعنى التعمق هو رؤية الأمور بعمق وليس من ظاهرها فقط.

للكتابة فوائد متعددة للفرد ومنها:

• أنها تعود الذهن على التركيز في الأمور النافعة والمهمة.
• تزيد من قدرة الفرد على مقاومة المثبطات النفسية، والإحباطات التي من حوله.
• تساعد في بناء علاقات علمية وثقافية مع الآخرين.
• تؤدي إلى اكتساب صفات الشخصية الاجتماعية الناجحة.
• تنمي القدرة على التعايش مع البيئات الاجتماعية السلبية والعنيفة بحدة.
• وهي عادة جيدة لتحسين الحالة النفسية لدى الفرد.
• تساعد على اكتساب صفات الشخصية المتألقة.
• تؤدي إلى سعة الصدر والبال.

وبلا منازع فإن الكتابة أيضًا تؤدي إلى رفع مستوى الطموحات والأهداف لدى الفرد الذي يهواها ويعشقها بقوة، بحيث يقوم الشخص في البداية بكتابة عبارة قصيرة وبعدها مقالة، وبعد ذلك يتجه إلى تأليف الكتيبات الصغيرة ويتعمق أكثر فيؤلف الكتب الأكثر عمقًا وشمولًا والتي تختلف عن المقالات والكتيبات والعبارات القصيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى