مستقبل الطلاب بين الدراسة الجامعية والعمل الحر
رمزي آل ناصر
في ظل الظروف الراهنة وخصوصًا الاقتصادية، والتقنية المتقدمة، أصبح بعض الطلاب في حالة قلق وخوف من المستقبل، والبعض الآخر ينظر من جوانب أخرى بعيدًا عن مواصلة الدراسة الأكاديمية، أو المهنية والابتعاد عن طلب العلم بشتى أنواعه، والمضي في بدء مشروع العمر؛ مستشهدين ببعض الخريجين الذين لم يحصلوا على وظائف، من غير استقراء للأسباب التي أدت إلى ذلك؛ حيث غاب عن البعض التخطيط الجيد للمستقبل، وأهمية مواصلة طلب العلم، بالإضافة لحسن اختيار التخصص وما له من أثر في المجال الوظيفي.
إن الدين الإسلامي الحنيف يحثنا على طلب العلم، ويبين لنا أهميته في الدنيا والآخرة، كما جاء في بعض الأحاديث الشريفة “اطلبوا العلم ولو بالصين” ([1])، وأن (العلم يرفع الوضيع، وتركه يضع الرفيع) ([2])؛ لذلك (العلم رأس الخير كله، والجهل رأس الشر كله)([3])، ولابد أن يفكر الإنسان لمستقبل الدنيا والآخرة ويسعى سعيه ليفوز في الداريَن، ولاشك أن العلم هو الطريق إليهما حيث ورد في الحديث: “من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معًا فعليه بالعلم) ([4]).
ولذا؛ نجد أن الدول المتقدمة حققت إنجازات ونجاحات، حق لها أن تفخر بها اليوم، وذلك بفضل أجيالها الذين بذلوا قصارى جهدهم في طلب العلم، والذين تفانوا في البحث عن المعرفة، وببركة تشجيع المهتمين بهذا الجانب من الناشطين في المجتمعات، والمسؤولين بمختلف القطاعات، وأن للجامعات والمعاهد المتخصصة، ومراكز الدراسات والبحوث الدور الكبير لمواكبة التطور، والرقي بالمجتمع في مختلف المجالات منها الهندسية، والأدبية، والطبية، والتقنية، والتعليمية، وغيرها الكثير من التخصصات.
وأن الحصول على الشهادة الجامعية لا يتعارض مع العمل الحر، فهناك من نظم وقته وخطط جيدًا لمستقبله، فتراه يدرس ويعمل في نفس الوقت بالتجارة الإلكترونية وحقق نجاحات في كلا الجانبين، وأنه كلما ازدادت المعرفة ازدادت فرصة النجاح في الحياة العملية، لذلك من واجبنا أن نشجع ونحفز الطلاب على مواصلة الدراسة، وتحقيق أعلى الدرجات بقدر الإمكان.
فأكثر المجالات الوظيفية في العصر الراهن تتطلب شهادة جامعية أو تخصصًا معينًا، فحصولك على هذه الشهادة يؤهلك للمنافسة على تلك الوظيفة، ولكن من دونها ستكون بعيدًا كل البعد عن تلك الوظيفة، وإن لم يحصل التوفيق للوظيفة فقد اكتسبت علمًا ومعرفة، سيزيدان من فرصة نجاحك عند بدء مشروعك – إن شاء الله -، فقد ورد في الحديث: “لا كنز أنفع من العلم” ([5]).
([1]) تطبيق بحار الأنوار، كتاب العقل والعلم والجهل، كتاب العلم، باب 1، حديث رقم (55).
([2]) السيد هادي المدرسي. فنون النجاح، (سلسلة تعلم كيف تنجح: 4)، ص12. البحار، ج78، ص6.
([3]) المصدر نفسه، البحار، ج77، ص 175.
([4]) المصدر نفسه، غرر الحكم ودرر الكلم 5/384.
([5]) المصدر نفسة، البحار، ج1، ص 165.