مقالات

شيعتك القلوب يا خادم الحسين

بقلم/ تركي العجيان

إن أشرف وأعظم لقب يمكن أن يحظى به الإنسان في هذه الدنيا هو أن يرتبط اسمه باسم الإمام الحسين (ع)، وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة حيث تعطي الموقعية الكبرى للارتباط بالإمام الحسين (ع)، فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (كلنا سفن النجاة، وسفينة جدي الحسين -عليه السلام- أوسع، وفي لجج البحار أسرع).
ولا عجب أن يحظى المرتبطة أسماؤهم بالإمام الحسين (ع) بموقعيةٍ فريدةٍ من نوعها في المجتمع، فمودتهم ومحبتهم انعكاسٌ لحب الإمام الحسين (ع)؛ وهذا ما نشهده جليّاً في مجتمعنا، وذلك من أجلى مصاديق الخير، بل إنه من أعلى درجات الخير، ولذا ورد عن الإمام الصادق (ع) قوله: (من أراد الله به خيراً قذف في قلبه حبّ الحسين -عليه السلام- وحبّ زيارته).
كل ذلك الخير نظير رسوخ محبة الإمام الحسين (ع) في القلب، وأما المداومة في خدمته، ليصل الأمر أن يُطلق على المرء “خادم الإمام الحسين (ع)” فذلك شرفٌ لا يناله إلا ذو حظٍ عظيمٍ في الدنيا والآخرة.
ومن كان مع الإمام الحسين (ع) في سيرته ومسيرته، فإن الإمام الحسين (ع) يكون معه في حياته وعند موته وفي قبره وعند بعثه حتى دخوله الجنة بشفاعة الإمام الحسين (ع).
ولذا لم يكن مستغرباً أبداً التشييع المهيب لسماحة الخطيب الحسيني الشيخ حسن آل باقر “رحمة الله تعالى عليه” والذي لم تشهد بلدتنا العزيزة حلة محيش نظيراً له من قبل، كلّ ذلك يكشف عن مباركة الإمام الحسين (ع) لهذا الفقيد الغالي.
فكم كان التشييع متّسماً بالهدوء والحزن الواضح على الصغير والكبير، مما يشعرك بأن روح الإمام الحسين (ع) كانت مع المشيعين، وما ذلك إلا غيضٌ من فيض.
فمن كانت مسيرته للإمام الحسين (ع)، وسيرته تلهج بذكر الإمام الحسين (ع)، وقلبه متعلقّ بالإمام الحسين (ع)، حتى ختم حياته بوداعه للإمام الحسين (ع)، وكأنه على موعدٍ مع الإمام الحسين (ع) في زيارة الوداع ليعود إلى مجتمعه فيغادر الدنيا، تاركاً بعده فراغاً وحزناً وألماً.
فمن كانت تلك حياته فإن مغادرته للدنيا ستكون ولا شك بمثل ما رأينا وشاهدنا وعشنا في تشييع الفيقد الراحل، الذي شيعته القلوب إلى مثواه الأخير بحزنٍ يعتصر النفوس، فرحمة الله عليك يا خادم الإمام الحسين(ع) رحمة الأبرار.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى