مقالات

الشيخ اليوسف يحذر من توليد الفتن الاجتماعية بسبب الكلام غير المنضبط

مؤكداً على أن للكلام الطيب أثراً في وحدة المجتمع
الشيخ اليوسف يحذر من توليد الفتن الاجتماعية بسبب الكلام غير المنضبط
« تقرير: د. رضا آل غنام، تصوير: سعيد الشرقي وحسن السواري »

أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف على أن اللسان أداة مهمة تعبر عن جوهر الإنسان ومعدنه، وأن ما يتكلم به يشير إلى مستواه العقلي والفكري، ويرمز إلى رؤيته للحياة، وما يفكر فيه من أمور مختلفة، جاء ذلك في خطبة العيد التي ألقاها في عيد الفطر المبارك يوم الجمعة غرة شوال 1439هـ الموافق 16 يونيو 2018م بمسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف.

وركز سماحته في خطبة العيد الثانية على أثر الكلام الطيب في صلاح المجتمع ووحدته قائلاُ: إن للسان أهمية كبرى في حفظ السلم الاجتماعي، فعندما يستقرأ الإنسان المشاكل الاجتماعية والعائلية والأخلاقية نجد أن أغلبها منشؤوها اللسان، فهذا العضو العضلي الصغير يمكن أن يكون رسالة خير وصلاح لحفظ المجتمع ووحدته ويمكن أن يكون معولاً سلبياً لهدم كيان المجتمع.

واستشهد سماحته بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ والنتيجة المتحصلة من ذلك ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ لذا علينا أن نُعمل هذا اللسان في ذكر الله تعالى والكلام الطيب والحديث الحسن، وأن نتجنب الكلام السيئ والمحرم كالكذب والغيبة والنميمة والبهتان وقول الزور والكلام الفاحش والبذيء.

وتساءل سماحته: كم من فتن حدثت في المجتمع نتيجة لكلمة؟ وكم من تفكك في الأسر بسبب كلام قبيح؟ وكم من صراعات شخصية نشأت من حديث غير لائق، فللكلام آفاق وآفات، ويمكن أن يكون عذباً حلواً أو مُراً حنظلاً.

ولذلك عندما جاء رجل إلى رسول الله وقال له:

أوصِني يا رسول الله، قال له: « احفَظْ لِسانَكَ»‏. ثُمّ قالَ لَهُ: يا رسولَ اللَّهِ، أوصِني! قالَ : «احفَظْ لِسانَكَ‏». ثُمّ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أوصِني! فقالَ: «وَيحَكَ وَهَل يَكُبُّ النّاسَ على‏ مَناخِرِهِم في النّارِ إلّاحَصائدُ ألسِنَتِهِم؟!».

وشدد سماحة الشيخ اليوسف على أن الشرع والعقل نهى عن الاستهزاء والسخرية من الآخرين بل أمر بالقول الجميل والحسن ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾، فـ «مَن عَذُبَ لِسانُهُ كَثُرَ إخوانُهُ» كما قال أمير المؤمنين ، وقوله أيضاً: «عَوِّدْ لِسانَكَ لِينَ الكلامِ وبَذلَ السَّلامِ، يَكثُرْ مُحِبُّوكَ وَيقِلَّ مُبغِضُوكَ»، وقال الإمامُ زينُ العابدينَ : «احفَظْ علَيكَ لسانَكَ تَمْلِكْ بهِ إخوانَكَ».

وختم سماحته هذه الخطبة بضرورة الاعتراض على من يتحدث بالكلام السيئ والقبيح وأنه يجب علينا أن ننصح الآخرين ونرشدهم ونوجههم نحو الكلام الحسن والجميل بل وأن نشجع الآخرين على الكلام الطيب والقول العذب والحديث الحسن.

وتحدث سماحة الشيخ عبدالله اليوسف في خطبة العيد الأولى عن أهمية المحافظة على المكتسبات الرمضانية التي تمّ اكتسابها طوال الشهر الفضيل، فخلاله يكتسب الإنسان طاقة معنوية هائلة، فالأجواء الإيمانية والروحانية تجعل منه ذلك، فالصيام والصلاة وتلاوة القرآن وحضور صلاة الجماعة ومجالس الذكر وقراءة الأدعية المأثورة تجعلنا نكتسب هذه الطاقة المعنوية الايجابية والإيمانية الروحانية الكبيرة والهائلة، لذا فعلينا المحافظة على هذه المكتسبات النورانية والألطاف الإلهية.

وشدد سماحته على ضرورة الإبقاء على العمل الصالح والاستمرار فيه، لأنه أشد من العمل نفسه مستشهداً بقول الإمام الباقر : «الإبقاء على العمل أشد من العمل» وألا نبدد ونضيع ما اكتسبناه هباءً منثوراً؛ بل علينا أن نجعل من سيد الشهور المنطلق الحقيقي والجوهري نحو تغيير جذري وجوهري في حياتنا، و أن نحافظ على هذه المكتسبات وأن نعمل على تفعيلها وتنمتها، فبمجاهدة النفس يكمن صلاحها وإصلاحها.

زر الذهاب إلى الأعلى