مقالات

أهمية الجيران في حياة الإنسان

الجيران هم جزء أساس من النسيج الاجتماعي للإنسان، فهم أقرب الناس إليه بعد عائلته. وقد أولى الإسلام أهمية بالغة للجار، حتى قال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله:

“ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.”

وهذا الحديث الشريف يدل على مدى عظمة مكانة الجار في الإسلام، وعلى ضرورة الإحسان إليه.

أولاً: الجار عون وقت الشدائد

حين تحل المصيبة أو الحاجة، يكون الجار أول من يمد يد العون. قربه المكاني يجعله أسرع من يواسي، وأسرع من يقدم المساعدة، ولذلك اعتبر الإحسان إلى الجار من مكارم الأخلاق التي دعا إليها النبي الأكرم وآله الطاهرون.

ثانيًا: الجار شريك الأفراح والأتراح

من مظاهر الإيمان أن يفرح الإنسان لفرح جاره، ويحزن لحزنه، مشاركةً وجدانيةً تظهر عمق العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد، وقد أوصى أهل البيت عليهم السلام بهذه الروابط الاجتماعية، لأنها تقوي لحمة المجتمع وتصون كرامته.

ثالثًا: الجار مقياس للأخلاق

بحسن الجوار يعرف حسن الخلق، وكف الأذى عن الجار من دلائل الإيمان. عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

“ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره.”

فالمؤمن الحقيقي هو من يراعي حق جاره قولاً وفعلاً.

رابعًا: الجار يحمي الحي ويزكيه

حين تتواصل القلوب بين الجيران، يصبح الحي مجتمعًا متكاتفًا متراحمًا. وإذا ما غاب أحد، شعر به جيرانه، وإذا احتاج، لم يخذلوه. وهذا ما دعا إليه الإسلام الأصيل: بناء مجتمع تسوده المحبة والتراحم.

الجار نعمة عظيمة من نعم الله تعالى، يجب شكرها بالإحسان وحسن الخلق. ومن أراد رضا الله، وسعادة الدنيا والآخرة، فليحسن إلى جيرانه، وليتأسّ بسيرة النبي محمد وآله الأطهار عليهم السلام الذين كانوا قدوة في حسن الجوار ورعاية الحقوق

أ. جاسم آل باقر

زر الذهاب إلى الأعلى