زيارة الأربعين وحكايات الحسين
زكريا أبو سرير
بدأ الزحف المليوني نحو قبلة الأحرار أبي عبدالله الحسين عليه السلام..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.
بدأت الحملات والجماعات تجهِّز استعدادًا للانطلاق نحو رحلة الأربعين.. رحلة العشق الحسيني نحو جنة الله، وهناك من كربلاء ومع الحسين تبدأ الحكايات من جديد: حكايات الكرامات، حكايات الفداء، حكايات الكرم، حكايات الإيثار، حكايات العطاءات اللا محدودة؛ وليست بغريبة لأنها تحمل روح الحسين واسم الحسين.
من لم يرَ الملائكة عينًا هناك في كربلاء، فهو يراها مع الزحف والجموع في موسم الأربعين، وفي كربلاء يرى جنة الله، ويرى الأنبياء والمرسلين يعزُّون سيدهم خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا محمد (صلى الله عليه وآله)، ويرى حجة الله قائم آل محمد (عليه السلام) وهو يقود هذه الجموع المليونية بكل دقة وحنكة ومحبة وود، وهو يعزي المعزين ويلطم على خدِّه ويبكي جده الحسين بدل الدموع دمًا حزنًا وألـمًا على جده سيد الشهداء.
هناك القامات والصدور والظهور تلبي دعوة الحسين: ” ألا من ناصر ينصرنا”، وهناك الحجر والمدر كلها تصرخ: لبيك يا حسين..
هناك الحسين وهناك تبدأ حكايات الحسين، حكاية تلو الحكاية وكل حكاية أجمل من الأخرى، والعالم ونحن وأنتم تشهدون تلك الحكايات التي تحمل كل العجب ثم العجب، ولا عجبَ لأن الحسين فيها وكفى.
ولكن دعونا نبحث عن السؤال الصعب والمهم ومن ثم نطرحه على أنفسنا لنجد له إجابة شافية:
هل لنا نصيب من تلك الحكايات الإلهية الحسينية؟ وهل قُيدت أسماؤنا مع هذه القافلة المليونية المباركة المتوجهة نحو الزيارة الخالدة؟ هل شملتنا الدعوة الحسينية الكريمة مع هذا الزحف المليوني الحسيني المبارك الخالد؟ هل لنا أن ننال دعوة حسينية صادقة من مؤمن أو مؤمنة ضمن الزاحفين للحسين تخرق بها السموات السبع فتُستجاب وتُقضى حوائجنا المعلقة بين السماء والأرض، وأهمها شوقنا في الانضمام إلى هذه القافلة الحسينية المليونية المباركة ملبيين معهم: لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين؟
في كربلاء هناك الحسين، وهناك علي الأكبر، وهناك العباس، وهناك سيدة الصبر السيدة زينب بنت أمير المؤمنين، وهناك الإمام زين العابدين وسيد الساجدين، وهناك الباقر باقر علوم آل محمد، وهناك أطفال الحسين ذهبوا عطاشى، وهناك نساء الحسين سبوا سبايا من بلد إلى بلد لتكتمل رحلة الحسين، وهناك شيخ المجاهدين حبيب بن مظاهر معشوق الحسين، وهناك أحباب الحسين: أسودهم وأبيضهم حرهم وعبدهم، وهناك الحسين فريد لا ناصر له ولا معين ، وهناك كان عطش الحسين، وهناك كانت غربة الحسين، وهناك أريق دم الحسين، وهناك ذبح الحسين، وهناك رُفع رأس الحسين، وهناك طُحنت عظام الحسين، وهناك خُلِّد الحسين.. ومن كربلاء أَنقذ الحسينُ دينَ جدِّه من الضياع والاندثار والموت، ومن كربلاء أبقى دينَ جدِّه خالدًا وحيًا، وباسم الحسين وبجسد الحسين وروح الحسين يبقى دين جده خالدًا.
آهٍ على الحسين، آهٍ على العباس، آهٍ على مولاتنا وسيدتنا أم المصائب عقيلة الطالبين وبطلة كربلاء زينب الكبرى العالمة غير المعلمة والفَهِمة غير المفهمة، آهٍ على أولاد الحسين، آهٍ على أطفال الحسين، آهٍ على أصحاب الحسين، آهٍ عليك يا مولاي وسيدي يا زين العابدين وسيد الساجدين وسيد البكائين وإمام المتقين من الجن والإنس، السلام عليك يا سيدي وامامي ومولاي الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، ولن تنتهي حكايات الحسين ما دام دم الحسين في كربلاء، ولن تنتهي حكايات الحسين ما بقي الليل والنهار، السلام عليك يا وتر الله الموتور يا أبا عبدالله الحسين.
عظم الله أجوركم وأجورنا، ونسألكم الدعاء.