3 مهارات اجتماعية تهم طفلك
رضي منصور العسيف
دخل مع والده الديوانية وكانت مكتظة بالضيوف، صافح الضيوف دون أن ينطق بكلمة (السلام عليكم) …
جلس وأخرج جواله وبدأ يتصفحه …
نظر إليه أحد الضيوف وسأله: في أي صف تدرس…
اكتفى الأبن بنظرة خاطفة للمتحدث …
أجاب الأب: يدرس في الصف الثالث الابتدائي …
قال أحدهم: يبدو أنه متعلق بالهاتف الجوال ارتباطاً وثيقاً …
قال الأب: للأسف نعم … وربما اصبح مدمن على الجوال!!
قال أحد الضيوف: لقد افتقد أطفالنا العديد من المهارات الاجتماعية بسبب الاستخدام المفرط لأجهزة الاتصال الحديثة (الجوال والأيباد) وغيرها حيث يبقى الطفل لساعات طويلة ماسكاً بجواله ينتقل من لعبة لأخرى!
وهنا نود التأكيد على ثلاث مهارات اجتماعية يحتاجها أطفالنا:
القدرة على التواصل و خلق روابط اجتماعية
يفتقد أطفالنا مهارة التواصل وبناء علاقات صداقة صحيحة، وفي عصرنا الحاضر أصبحت الصداقات عبر وسائل التواصل الحديثة وهي تفتقد لروح الصداقة، مجرد تعارف وتبادل أحاديث (فارغة).
افتقدنا أصدقاء المدرسة، افتقدنا اصدقاء المسجد، افتقدنا أصدقاء الحي.
لذا من الضروري أن ننمي في اطفالنا هذه المهارة، ونجعلهم يختارون أصدقاء (أخيار، ملتزمون، ناجحين) يبعثون الروح كما عبر عنهم أمير المؤمنين (عليه السلام): صحبة الولي اللبيب حياة الروح (1).
كما نحذر من الصداقة السلبية كما قال الإمام علي (عليه السلام): إياك وصحبة من ألهاك وأغراك، فإنه يخذلك ويوبقك (2).
وكما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “توقوا مصاحبة كل ضعيف الخير، قوي الشر” (3)
تحية الآخرين و الترحيب بهم
وهي مهارة مهمة يجب تنميتها في شخصية الطفل، فهي الخطوة الأولى للتواصل مع الطرف المقابل، وهي تعبير عن مدى الحب والاحترام للطرف الآخر، وهي دليل التواضع للأخرين كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): البادئ بالسلام برئ من الكبر (4). وهي دليل الكرم والعطاء حيث “إن أبخل الناس من بخل بالسلام” كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5). والتحية تنشر السلام والإيجابية كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفش السلام يكثر خير بيتك (6).
وهي عظيمة الثواب حيث قال الإمام علي (عليه السلام): السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي وواحدة للراد (7).
لهذا علينا أن ندرب أطفالنا على بدل التحية للأخرين والالتزام ببعض القواعد:
إلقاء التحية قبل بدء الحديث كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): السلام قبل الكلام (8).
المصافحة والابتسامة عند إلقاء التحية: يقول الإمام علي (عليه السلام): إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب (9).
الرد على التحية بأحسن منها: يقول تعالى ” وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا” النساء/86
الإنصات بتمعن
قال الإمام علي (عليه السلام): إذا لم تكن عالما ناطقا فكن مستمعا واعيا (10).
حسن الإنصات هو فن ومهارة عظيمة، ينبغي التدرب عليها واتقانها فهي دليل على احترام وأهمية ما يقوله الطرف المقابل، ومن ثم فهي مهارة كسب القلوب وبناء علاقات طيبة مثمرة كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام): من أحسن الاستماع تعجل الانتفاع (11).
ويمكن تعلم هذه المهارة من خلال تطبيق بعض القواعد منها:
النظر إلى المتحدث بطريقة هادئة.
ترك المتحدث ينهي كلامه وعدم مقاطعته.
الاهتمام بما يقوله الآخر والإيماء بالرأس لإبداء ذلك أو بعبارة من قبيل : حسنا أو مثير للاهتمام.
الهوامش:
1 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٥٨٤
2,3) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٥٨٦
4 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٣٤٩
5,6 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٣٤٨
7 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٣٤٩
8 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٣٤٨
9 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٦١٦
10 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٣٦٠
11 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٣٦٢
أحسنتم النقل أستاذ رضي بالفعل في هذا العصر المتسارع بأحداثه لم تعد هناك قيود وأصبح أبناؤنا ضحية سهلة لهذه التقنيات التي لم تستعمل بشكلها الصحيح حتى فقدنا الكثير من التواصل الإجتماعي الجسدي التي تحول للإلكتروني وفقد البعض السيطرة على توجيه أبنائه للوجهة الصحيحة لتكن هذا التقنيات نعمة نحسن استخدامها حتى لا تتحول لنقمة .
أحسنت أحسنت أحسنت ابامحمد على الأبداع والجهد المبذول والأفكار الجميلة واذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب. فريد شبر أبوأحمد الشويكة